ينزف حبري منذ زمن على صفحاتي .. ، يرسم من كلماتي ألف قصة ، و يحكي حكاياتي .. ، سأرى ما الذي سيؤول إليه حالي .. ما الذي ستنطق به أحرفي ؟! ، كنت مرة هنا و هناك .. ، هنا في عالمي و هناك في خيالي .. ، كنت هنا جسداً و عقل ، و هناك قلباً و روح .. ، و لا أدري أبداً في أي قاع سأكون ؟ ، أو لأي سماء سأطير ؟! .. \ قد تعود الأيام قد تعود ! ، أتظنون ذلك إذاً شكراً لمروركم بعالمي ....

About Me


أنا الأحلام .. وأنا من تتنفس الخيال ! فحيث الخيال أكون .. !
عرض الوضع الكامل الخاص بي

أقسام المدونة

التصنيف

Translate

المتابعون

ما رأيكم بخيالي .. ؟!

المتواجدون الآن

أجمالي مرات الزيارت

لأني هنا !. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأكثر مشاهدة

Blog Archive

الأحد، مارس 02، 2014

باردة أنتِ كالثلج (مذكرات غريقة)


(1)


الجو قارس ..
وأنا الآن أجلس في مقهى .. مختبأة من عاصفة ثلجية في الخارج.
النافذة أمامي ولست أرى سوى البياض ..
حتى فتح الباب وأغلق بقوة.
فانحسر شيء من الثلج عن زاوية النافذة ..
وتبدى لي شخص واقف من بعيد لا يتحرك.
ونور الضوء الخافت منعكس على عينيه.
وهو يلم كفيه.
وقفت من على طاولتي ..
وسرت ببطء إلى باب المقهى ..
وأخرجت جزءا من جسدي ..
وهتفت
"يا صغير ما بك واقفا هنا أجننت ؟"
"تعال إلى الداخل .. لقد اشتد البرد"
لم يجبني ..
رمقني بنصف نظرة .. وولى هاربا ..
لم أتوقع ردة فعله وهروبه ..
جريت مسرعة خلفه ..
وكم من مرات ومرات تعثرت وسقطت ..
لم أستطع الوصول له.
اختفى من أمامي ..
ولم ألحظ أيضا أني ضعت وضيعت الطريق.
نظرت خلفي ..
وبالكاد أرى أثري!


(2)


ماذا فعلتَ بي
مضيتُ في الطريق
توقفتُ عند الناصية
نظرتُ ورائي
وجدتُ ظِلكَ واقفاً ينظرُ لي
سرتُ اتبعُك
ولا أدري إلى أين كنتَ تأخذني
حتى وجدتُ البحر أمامي
وقد رَكِب ظِلكَ البحر .. ثم اختفى
لحقتُ بك .. أردت ركوب البحر
شققت طريقي في الماء
حتى وصل الماء إلى عنقي
لكن يبدو أنني أضعتك
كدت أن أغرق في هذه المياه الباردة
لمحتُ خيالك وها هو يمر بجانبي
يلمس يدي ويشدني
وكأنه يقول لي
"تعالي فالبحر بارد ..
هناك مكان آخر حيث يكون الدفء"
شدني خيالك ويدي وأخذني بعيداً عن الماء
أوصلني للشاطئ ثم غطاني بالتراب
فالرياح باردة
وحيث كنت هناك
أغمضت عيناي ونمت
 ***
كنت مغمضة عيني حيث أضعت طريقي. حيث كنت على الثلج
كنت جالسة تحت غصن شجرة كثيفة
في حقلٍ قديم ..
كنت أندب حظي وقلة عقلي
وتسرعي لكن بسري!
فلم يبقى لدي قوة لكي أصرخ أو حتى أبكي
لماذا أتيت لهذه المدينة في الشتاء
لماذا لم أستمع لكلمات صديقتي
وهي تثنيني عن الذهاب
لكني لم أود أن أنظر للجانب المنطقي في كلامها
فكرة خطرت لي وقررت تنفيذها
حزمت أمتعتي واتصلت بها وأخبرتها بأني عزمت الذهاب
ودعتها في محطة القطار
وفور وصولي هبت عاصفة ثلجية
فدخلت لأقرب مكان أمامي
ثم رأيت ذلك الفتى
ولحقته وماذا سيحدث الآن ؟
لا أرى شيء أمامي
وخائفة من البرد !

(3)


كنت أسير في الطريق المظلم
كنت خائفاً أن أسقط أو يصدمني أحد
أردت العودة إلى منزلي
وأن ألاقي مصيري
لكن الكهرباء انقطعت عن هذا الجزء من المدينة
لا إنارات لا ضوء أستدل به
كنت كالأعمى أسير وألمس الأشياء أمامي
وأحياناً أزحف على الأرض
فقد كنت خائف من الإنزلاق على الطريق المكسو بالثلج
وكذلك لأن حذائي البالي لا يساعدني على المسير
فهو يبطء حركاتي
وأنا أريد الوصول للنجاة
قبل أن أتجمد هنا وحيداً من البرد
ها هو الضوء أمامي ..
بزغ لي في السماء المظلمة
والآن أشعر بالثلج الأبيض
سرت إلى حيث يكون الضوء
لكن يبدو أنه يختفي ويضيء مرة أخرى
خفت أن يختفي ولا يضيء بعدها
فأسرعت خطواتي
حتى وصلت .. الحمدلله
كانت إنارة الطريق
وقفت أسفلها لم أنظر أبداً ما حولها
فقط لممتُ كفاي لجسدي
وتركت الضوء يدفأني
كم كنتُ متعب!
فاستغرقت في راحتي والتقاط أنفاسي
لكنه صوت مخيف ظهر لي فجأة وأفزعني
فارتعبت وهربت !!

(4)


بعدما هربت من ذلك الصوت اختبأت خلف جدار ٍقديم
كانت نبضات قلبي متسارعة جداً
لقد حذرني أبي من الخروج ليلًا
وأني إن خرجت ستطاردني الأشباح في الشوارع!
وقد صادفت هذه الليلة شبحين ..
المرأة التي صرخت والصوت المخيف !
أنا لستُ خائفاً الآن من الأشباح
بل إني أكثر خوفاً من أبي
فقد تسللت خارجاً بدون معرفته
لكني سئمت عقابه بسبب وبدون سبب
أخبرني أنه سيعاقبني عقاباً شديدا أسوأ من كل مرة ..
فلم يكن لدي خيار
وأنا الآن في طريق الأشباح !
(صوت خلفي) "هل هذا هو أنت ! "
يبدو وكأنه صوت أبي ..
نظرت خلفي
تجمد الدم في عروقي
لم يكن أبي .. كان شبح أبي بالتأكيد!
فلماذا الظلام يكسو ملامحه
وها هو يقترب بخطواته وأنا أتراجع بخطواتي للخلف وصرخ بقوة.. "ألم أحذرك أن لا تخرج أبداً في الليل"
أنا أسف لكن ..
صفعني لم يتركني أكمل جملتي
انهال علي بالصفعات ..
كنت مستسلماً للضرب فأنا تعودت عقابه ..
لكن من يضربني الآن هو والدي الشبح !
يجب أن أحمي نفسي من الشبح
ورغم قوتي الضعيفة دفعته بيدي
وساعدتني الأرض المنزلقة على أن يتعثر ويسقط ..
كانت فرصة لأن أجري مسرعاً بعيداً عنه
تذكرت حينها الحقل القديم ومخبأي القديم
فأتيت هنا
***
كنت أحتضن ذلك الفتى الصغير
كان خائفاً مني بشدة
لكني رفضت أن أتركه
حتى استسلم وباح لي بما واجهه في هذا الليل الطويل!


(5)



في أحد أيامِ الصيف منذُ زمنٍ طويل
كنتُ جاهزة للذهابِ إلى البحر
ومسرورة جداً
أخذتُ لباسي وقبعتي الخشبية
ومسكت يده ..
وقلت "هل سنذهبُ الآن"
فأجابني (نعم عزيزتي لكن انتظري أريد أن أريكِ شيئاً)
"ما هو ؟ "
أمسك يداي ووضعني أمامه وأخرج من جيبه قلادة زرقاء صغيرة
(هذه لكِ)
قلتُ فابتسامة كبيرة"يااه ما أجملها أحب اللون الأزرق شكراً لك شكراً"
طبع على وجنتي قبلة ورفعني على كتفيه
وكنا في طريقنا للبحر ..
***
البحر جميل اليوم ..
السماء زرقاء وقلادتي زرقاء والبحر أزرق
أخذت أتمشى على الشاطئ
أداعب التراب بقدماي الصغيرتان
وأقفز هنا وهناك !
نظرت ناحيته وقلت "هل بإمكاني الولوج لداخل البحر"
فأجابني (نعم يا عزيزتي لكن لا تذهبِ بعيداً فقط أمام الشاطئ)
تركته حيث كان مستلقياً ومغمضاً عينيه
ومضيتُ إلى البحر ..
دخلتُ إلى الماء الذي كان لا بارداً ولا حاراً لكن دافئاً
كانت هناك أسماك صغيرة تسبح حولي
أخذتُ أتحرك مثل الأسماك وأسبح معها حيثُ كانت تذهب ..
وجدتني أصبحتُ بعيدة قليلاً عن الشاطئ
والماء قد وصل إلى عنقي
لم أكن خائفة لكنني أردت أن ألمس قلادتي الزرقاء التي اختفت وغطاها الماء
أخذت أتلمس عنقي
لا يوجد قلادة .. قلادتي الزرقاء اختفت!
لقد سقطت في هذا البحر العميق
ماذا سأفعل الآن .. يجب أن أجدها ..
غطست رأسي أبحث عنها ومن ثم أخرج كدلفين قافزة وأتنفس بعمق!
حتى جرفني التيار وكنت أصارع هناك
كنت أغرق وليس هناك سوى يدي التي تنازع ببطء
لكنها اختفت شيئاً فشيئاً تحت الماء
وأنا غرقت !


(6)


أسير في طريقي المسمى بطريق الشتاء
ولست أدري في أي مكان ينتهي هذا الطريق
لكني أعاني وأشعر بالبرد
وأريد أن أبكي فأنا ما اعتدت هذا البرد
ما اعتدت أن أسير على الثلج بدون أثر
ودمعي المنهمر على وجنتي كان كل الأثر
أسير على الطريق ..ولا شيء يساعدني على الوقوف .. وأشعر بأني سأسقط .. بأني علقت هنا ولا مفر .. ولا مفر ..
***
كنت سأسقط لكن لم أفقد الأمل بالحياة ..
دعوت الله أن يدلني على نهاية الطريق
أكملت المسير ..
حتى رأيت أمامي كوخاً خشبياً صغيراً
فتهللت ملامح وجهي بالفرح
دخلت هناك مسرعة وأغلقت الباب جيداً
وارتميت على قش كان موضوع قريبٌ من الباب .. وغصت في النوم ..
***
كان التالي هو حلم
***
واقفة على قمة الجبل وأنظر أمامي
للمساحات الشاسعة من الثلوج
لم يكن هناك من أحدٌ سواي
جلست على الحافة وتركت قدماي للرياح الباردة ..
كنتُ أقبضُ الثلج الذي كان بقربي
وأصنع كرات ثلجية
و أرميها لﻷسفل
للأعماق السحيقة ..
ومن ثم تختفي ولا أدري إلى أي عمقٍ تصل
هل ستصل كرة الثلج كاملة ؟
أم ستتفتت في طريقها إلى أسفل
رميت كراتٍ ثلجية عديدة
وكنتُ في كل مرة أجهل مصير كل كرة
لكني لم أتوقف عن صنع المزيد ورميها من جديد !
***
أيقظني صوت الرياح الشديدة
واهتزاز الكوخ الخشبي
مازلت أفترش الأرض
أفكر في الحلم الذي استيقظت منه للتو
لكن حينها أتى شخصاً مسرعاً وتعثر بقدمي
وسقطَ بجانبي!
تألمت بشدة فقد أذاني.. وربما مرت ثواني حتى خف الألم.. وبعدها تفقدت من تمدد أمامي
كان وجهه لا ينظر لي ..
لكن سرعان ما فطنت من يكون
فهذه الهيئة مألوفة ..
إنه الفتى الصغير الذي لحقته في مساء الأمس ..
لكن مابه لا يتحرك ؟
اقتربت منه وأدرت وجهه لناحيتي
كان شاحباً جداً
وكأنه رأى شبحاً !!


(7)

مازلت في الكوخ الخشبي
أنا والفتى الصغير جالسان
وهو هادئ الآن
فقد اقتنع بأني لست شبحاً كما تصور ..
لكن قبل ذلك دار بيننا الحوار التالي
'اتركيني !!'
"لن أتركك .. لن أدعك هذه المرة تفلت مني "
كنت ممسكة به بحذر
كان يبكي ويصرخ ويرفس الأرض برجليه
لكني لم أتركه ..
تحملت كل ما كان يفعله وبعد ذلك
سكن قليلاً وبدأ يخبرني عن كل ماحدث له في ليلته السابقة
'أنت طيبة' قال هذه الجملة وهو ممسك بيدي اليمنى ..
كان جالس بالقرب مني ويستند بظهره على الحائط
ثم أكمل قائلًا 'لا يمكن أن تكونِ شبحاً لكن ... باردة أنتِ كالثلج' !


(8)


أعود لذكرى الصيف القديم منذ سنين طويلة .. يوم كنت في البحر وبعيدة أمتار عدة عن الشاطئ ..
 أسبح وحدي .. لم أنتبه أن الماء أصبح عميقاً جداً .. ولم أكن خائفة
في الواقع كنت قد فقدت قلادتي الزرقاء وأخذت أبحث عنها
وأبي .. كان قد تركتهُ مستلقياً بعيداً على الشاطئ
كنت أغطس تحت الماء وأنظر للأعماق ربما سأجد القلادة تلمع هناك ..
 لكن شعرت بأشياء تجذبني .. تيارات تسحبني للإسفل
حاولت مقاومتها لكن لم أستطع .. كنت في طريقي للغرق
ولم تبقى سوى يدي التي تقول وداعاً للسماء ..
****
ما هذا اللون اللذي أراه في الأسفل
شيءٌ يلمع كالضوء
لكنني الآن تحت الماء والشمس فوق
شعرت بنعاسٍ شديد بضيقٍ شديد
والأعماق كانت تناديني .. إلى حيث مصدر الضوء المنعكس
وعندما وصلت لقاع البحر شعرت بالخفة لم أكن أقاوم مثلما كنت في الأعلى
وهناك رأيت ما كان يلمع .. قلادتي الزرقاء
مددت يدي حيث كانت ومسكتها ومن ثم أغمضت عيناي وسكنت


(9)


استيقظي .. كان صوت الفتى الصغير ..
 وكنا مازلنا في الكوخ الخشبي "الصباح حل وقد هدأت الأرض والعاصفة الثلجية انتهت "
قال لي هذه الجملة وهو مبتسم وقابلته الابتسامة وقلت "مارأيك أن نخرج للخارج "
هز رأسه موافقاً .. فتحت باب الكوخ وخرجنا شعرت بالسعادة
فكان يوم الأمس مأساوياً بالنسبة إلينا نحن الإثنين
كان هناك شعاع شمس لطيف
والأرض مازالت مغطاة بالثلج
طلبت منه الجلوس بجانبي وسألته .. "أنت خائف من العودة للمنزل ؟ "
أجابني بنبرة مترددة "نعم خائف ... جداً ... خائف من قسوة أبي "
كنت حزينة لأجله وحزينة لكل من هو مثله في هذه الحياة .. ممن يعانون من قسوة الأباء
أعاد إلى هذا ذكرى الشاطئ
أنا هناك على التراب وأمي تحتضنني بين يديها وأبي يبكي أمام البحر ولا ينظر لي
كنت مستغربة جداً لا أدري ماذا حدث ..
 آخر ما أذكره أني كنت تحت الماء والقلادة الزرقاء لا زالت بيدي
لكن أمي من أين أتت لقد قال لي أبي بأنها رحلت للأبد ..
 كيف عادت ومتى ولماذا أبي واقفاً بعيداً .. أناديه لكن لم يجبني !


(10)


أخذتني أمي لمدينة حيث لا يأتي الشتاء أبداً هي مدينة لا يسكنها إلا الطيبون
لم أسمع بعدها عن أبي وحتى عندما كنت أسأل أمي كانت ترفض الحديث عنه
أخبرتها مرات عديدة أني أوده أن أراه ..
 لكنها قالت لي بأنه لا يمكنني الذهاب وحدي وهي لا تريد أن تأخذني إليه
استسلمت للأمر الواقع .. ولم أنسه أبداً وعندما كبرت قليلاً قررت المجيء للمدينة التي يسكن فيها ..
أخبرت صديقتي بما قررته .. حاولت أن تثنيني عن الذهاب ..
 أخبرتني بأنهم سوف يتجاهلوني كما تجاهلوها وبأني سأشعر بالوحدة وسوف سأعود خائبة منكسرة ..
 لم أهتم بما قالت رغم أني أعلم بأني سوف أقدم على شيءٍ صعب ..
 فكل من ترك هذه المدينة عاد بخيبة .. لكن هو شعور بداخلي وشوق لأبي ما يدفعني لذلك ..
لا أعتقد أن أبي سوف يخيب ظني .. أنا خائفة فقط من الشتاء .. الشتاء الذي لم أره منذ زمن


(11)


مضت ساعات قليلة ونحن مازلنا خارج الكوخ متممدان على الثلج وننظر للسماء
قلت له " انظر إلى الأعلى سأخبرك قصة "
قال متشوقاً وهو ينظر لي (لكن لماذا أنظر إلى الأعلى ؟)
"انظر إلى الأعلى ولا تنظر لي اجعل بصرك ثابتاً في السماء "
حرك رأسه موافقاً ثم نظر إلى الأعلى
وقلت أنا .......... " ذات مرة كانت هنالك فتاة صغيرة اعتادت الذهاب للشاطئ للنهر للبحيرات وللمحيطات وفي كل مكان يكون فيه الماء  ... هي كانت تحب الماء ولا تخاف من الماء .. كانت في الماء مثل الطير في السماء ..
تحلق عالياً ولا تسقط .. تطفو على الماء ولا تغرق ..
 وفي مرة تخطت المسافات المسموحة لها .. غرتها الأسماك ونالت إعجابها ..
 فسبحت معها إلى أن وصلت لعمق البحر .. هناك شعرت بأنه لا شيء تحت قدميها لتقف عليه ..
 وأيضاً لاحظت أنها فقدت قلادتها الزرقاء .. كان لا بد أن تعود ولا تبقى هناك ..
 لكنها اختارت البحث عن قلادتها ولم تخف من هذه الأعماق فأخذت تبحث تحت الماء ..
لكن التيارات سحبتها للأسفل قاومتها لكنها كانت ضعيفة جداً سقطت وغرقت "  ...........
(هل هي ماتت ؟ )
........ "لا يا صغيري .. لم تمت .. كان الأمر عجيباً .. عندما وصلت للقاع وجدت القلادة ..
 غرقت لكنها وجدت .. والشيء الذي كانت تعتقد أنه مستحيل حصل .. أتعلم ماذا حدث ؟
 رأت والدتها التي فقدتها والتي ظنت أنها رحلت للأبد ..
هي ولدت من جديد وأصبحت لها مدينة جديدة والأشخاص الذين كانوا في حياتها تبدلوا ..
 لكنها مازلت تشعر بالشوق لأباها الذي رحل عنها وإلى هذا اليوم مازالت تشتاق له " ..........
........ (تبدو قصة مؤلمة لكني أشعر بأنها ملهمة
ليتني أستطيع الغرق وأن أذهب بعيداً عن أبي ..
ربما حينها سأجد أشخاصاً آخرين وأسكن مدينة جديدة ) .......
"لكنك غارق " .. أخبرته هذه الجملة وفي وجهه ألف علامة استفهام
" أنت غارق حد الغرق بألمك ومعاناتك لكنك تحتاج لشيء ثمين
 لن تتخلى عنه حتى وإن غرقت .. تحتاج إلى الثقة والإطمئنان ..
 تحتاج لأن تتخلى عن خوفك .. شجاعتك هي التي يجب أن لا تفقدها "
تركته يفكر وأنا نقلت بصري للسماء أفكر بأبي ..


(12)


كان الظلام سوف يحل قريباً في الحقل المهجور "لا بد أن تعود للمنزل "
قلت هذه الجملة وكان الفتى الصغير مستسلم كلياً للواقع "لكن أولاً أريدك أن تدلني على مكان ما "
سألني (أين تودين الذهاب )
مسكت يده وقلت "سوف أخبرك في الطريق"
عندما غادرنا الحقل أخبرته بأسم الحي الذي كان يسكن فيه والدي
قال لي بأنه يدل هذا المكان لأنه يسكن هناك أيضاً ..
وعندما وصلنا .. تذكرت المنازل لم تتغير كثيراً .. كل شيء يبدو مألوفاً ..
 أخذت أسير بدون إرشاد من الفتى .. كان يحادثني لكني نسيت أمره كلياً ..
 حتى وصلت لأخر الشارع و رأيت منزلي القديم الذي افتقدته منذ ما يقارب الخمسة عشرة عاماً ..
 اقتربت من الباب .. قمت بطرقه مرة ومرتين وثلاث لكن لم يفتحه أحد ..
خفت بأن كان خالياً ولا يسكنه أحد .. نظرت إلى الباب نظرة يأس وجلست أمامه ..
 اقترب مني الفتى وقال "هذا هو منزلي ؟" طالعته بتعجب وقبل أن أنطق سمعنا خطواتاً تسير بالقرب منا
واقترب منا رجلاً يبدو أنه في أواخر الأربعينات .. كانت نظراته مخيفة جداً
اختبأ خلفي الفتى وقال لي (هذا هو أبي .. أرجوكِ احميني) ..
عندما أصبحت أرى ملامح وجه هذا الرجل بوضوح ..
 تأكدت من أنه أبي وحينها فهمت بأن الفتى الذي يقف خلفي الآن هو أخي !
لكن كيف ومتى أصبح أبي مرتعاً للقسوة ..


(13)


نحن الآن في منزلي القديم أنا وأخي الصغير ..
لا أدري كيف أعبر عن الألم الذي يخالجني الآن
لكنه ألمٌ كبيرٌ جداً ..
***
حل الصباح وحزن الأمس مازال بادياً في نظراتي
لماذا أبي تجاهلني ؟
هذا السؤال الذي أرقني منذ البارحة
خشيت النوم والإستيقاظ في مكانٍ آخر .. بدون إجابة
وأن يكون كل ما حصل مجرد حلم بدون نهاية ..
حينها استيقظ أخي الذي كان نائماً بجانبي وقال لي بصوت مليء بالتعب (أختي هل أنتِ مستيقظة ؟)
 قمت بالرد عليه بالإيجاب ....... (هناك شيءٌ يحيرني .. وودت لو توضحيه لي
بالأمس حينما كان يضربني أبي وكنتِ واقفة بيننا
كان أبي وكأنه لا يراكِ .. وهو مستمر بضربي .. وحين رجوتكِ بأن تحميني ..
ظن أنني كنتُ مجنوناً .. أخبرته بأنكِ هنا .. لكنه لم يتوقف أبداً بل ازداد في ضربي ..
 لماذا يقول لي بأنه ليس لدي أخت ؟ .. هل أنتِ حقيقة أم محض خيال .. أو ربما أنا قد فقدت عقلي؟ ) .......
اعتصرني الحزن
كنتُ أعلم أنه سيتم تجاهلي في هذا المكان كما قالت لي صديقتي
لكن حين رآني أخي شعرت بالأمل قليلاً .. لكنه خاب مرة أخرى بأبي
كم هو قاسي أن يتم تجاهلك من أقرب الناسِ إليك !
( هل تعلمين بأنه عندما كنا نسير على الثلج لم يكن لكِ أي أثر )
صدمني قليلاً ما قاله "ماذا تقصد ؟ "
 (وكذلك أنتِ باردة جداً كالثلج .. كيفَ تزالين على قيد الحياة مع برودة جسمك تلك .. )
ثم أكمل بنظرات خائبة (أنتِ مجرد شبح كما ظننت ولن تستطيعِ فعل شيء من أجلي )
 "شبح " قلت هذه الكلمة والدموع تنهمر من عيني ..
 ليست هذه الكلمات التي أردتُ سماعها .. أنا على قيد الحياة ..
قد أتيتُ من مدينة ولي فيها أم وأقارب وأصدقاء .. أعلم بأني قد غرقت مرة منذ زمن بعيد ..
 لكني ولدت من جديد .. لماذا البشر هنا لا يفهمون هذا الأمر .. لماذا مصرون على التجاهل ..
 خرجت مسرعة من المنزل .. لم أود سماع كلمات أخرى
وأخذتني قدماي حيث يكون الثلج
سرت عليه ونظرت ورائي ولم أجد لي أيّ أثر ..




(14)



"لا أثر لي هنا
هذا لا يهمني
فهذه ليست مدينتي
وأنا لم أعتد السير على الثلج في السنين السابقة ..
حتى لو فهموا حقيقتي بغير صورتها ..
هذا لا يهمني .. "
قلت هذه الكلمات وأنا لا أزال أسير على الطريق الثلجي ..
طردت عني الحزن والخيبات وكل ما قد صدمني في هذا اليوم ..
قررت الذهاب والعودة لمدينتي
لكني تذكرت أني قد أتيت من مدينة الطيبون وهذا الطفل الذي لا ذنب له ما مصيره ..
لا بد أن أساعده ..
 ***
عندما وصلت لآخر الطريق المؤدي إلى المنزل ..
صادفت محلا يعرض على واجهته الأمامية قلادة زرقاء
دخلت هناك ووجدت فتاة صغيرة يبدو أنها في عامها الثانية عشر
واقتربت منها ببطء وقلت "هل ترينني ؟"
نظرت إلي باستغراب ؟
تأكدت حينها أنها تراني "أعتذر هل بإمكانك أن تريني القلادة الزرقاء تلك "
أجابت بالإيجاب ..
حمدت الله أنها تراني وقمت بشراءها ..
***
"آمل أن يفهم أبي هذه المرة بأني كنت موجودة ولا مجال لإنكاري"
قلت هذه الكلمات بسري
ودخلت إلى المنزل
ناديت أخي لكنه لم يجبني
قمت بالبحث عنه ووجدته جالسا في غرفة المعيشة
لكنه لم يكن وحده .. بل كان مع أبي ..
فهمت أنه كان خائفا أن يرد علي وأبي موجود فعذرته
"أريد منك أن تفعل شيئا من أجلي"
قلت هذه الجملة وأنا واقفة خلفه
"سوف أعطيك هذه القلادة .." مددت القلادة له
"وأريدك أن تعطيها لأبي .. لا تخف"


(15)


قام أخي والخوف يملأ جسده
اقترب وفعل مثلما أخبرته ..
كانت هناك صدمة بادية على وجه أبي .. أخذ القلادة وبدأ يتمعنها ثم قال ((ولماذا تعطيني هذه القلادة؟))
(هي من أختي)
((لا أخت لديك !))
"قل له بأنك أهديت أختي قلادة زرقاء منذ سنين .. يوم غرقت ..
قل له بأنه كان أبي الحنون لكنه الآن مجرد إنسان اقتلعت منه الرحمة ..
هل له بأن أختي مصدومة منه
لم تتوقع أبدا أنه سينكرها من ماضيه ..
قل له أن أختي عاتبة عليه لأنه يعاملك بقسوة ما اعتادتها منه ..
قل له بأنها كانت مشتاقة له لكنها ستعود إلى حيث كانت ولن يسمع منها بعد اليوم .."
كان أخي ينقل الكلمات لأبي القاسي الذي أصبحت الدموع تنهمر من عينيه
حتى أخي أصبح يبكي
لكن أنا شعرت بأنني تحررت من الماضي .. شعرت كأني أطير في سرب مهاجرة إلى مكان آخر ..
رأيت أبي يقترب من أخي ويحتضنه
وكأنه رجع الآن لشخصيته القديمة الأب الحنون .. ((قل لها بأني أعتذر ))
"قل له بأنه يجب أن يعتذر منك وليس مني فأنا قد انتهى دوري في هذه الأرض"
***
عرفت أن أم أخي قد تركته صغيرا
وتحمل أبي مشقة تربيته لوحده
كان أبي يشعر بأن الأحداث تتكرر
لم يكن يدري متى أصبح قاسي
فهو من خوفه الشديد على أخي والخوف من فقده كان يعاقبه
والعقابات أصبحت تزداد سوءا يوما بعد يوم ..
هذا هو الإنسان متى ما فتح قلبه لباب القسوة فإنها تتملكه رغما ..
***
سوف يكون الوداع الآن لهذه المدينة
ناديت أخي لكي أودعه
لكنه أتى ممسكا بيد أبي وقال
(هلا سمحتي لأبي بمعانقتك قبل الرحيل)
أخبرته بأن يأتي معي وأن نحتضنه سويا ..
وكان عناقا طويلا مليئا بالمشاعر المتخالطة
ولو أنه كان من الصعب أن يشعر أبي بوجودي لكني كنت راضية بالقرب منه ..
ومن ثم رجعت أنا لمدينتي
وفي قلبي راحة أكثر بأنني أسعدت إنسانا مظلوما كأخي ..


انتهت


ذات يوم .. كنت أنا وأنا الآن أخطو هنيهة وأقف هنيهة وأسير هنيهة ومن ثم يتوقف الزمان ..
 ذات يوم كنت أنا وصرخت بإسمي أين أنا ؟ لماذا لم أعد أنا وأصبحت إنساناً غريباً ما كان أنا
وفي كل مرة أعود وأسأل من أنا ؟
 
هلا تخبر الليل عني
تحكي له قصتي السرمدية
فأنا توقفت منذ زمن عن سرد القصص
لا أدري لماذا ..
ربما لم يعد يستهويني الظلام
ومظاهر الحداد
والغصات التي تتوقف بعدها الأيام
هلا تخبره
بأن التناسي أمر محمود
ومرغوب بشدة في وقتنا الحالي
هلا تحمل له رسالتي ..
'
'
 
هلا كتبت لي
فإن الكلمات تغفو هنا
فلربما ستستيقظ أحلامي
وأغدو في خيالي مجنحة
وأطير ..
وأطير حتى .. تصبح الظلال سراب
وأختفي في الضوء ..
هلا رسمت لي عيناً
واقتبست لي من هذا النور شيئاً
فأنا اشتقتُ لشعاعاً يراك
'
'
 

هلا اخترت لي من السماء سحابة
أركبها .. وآتي إليك
أخطو المسافات .. وأبحر
حتى أصل ..
وإن لم أصل ..
هلا رسمت لي طريق العودة
وأعطيتني وردة
أضعها يوماً ما .. على ثراك
'
'
 
لا أحد يعرف متى غادرت روحك السماء
و لا متى هطلت منك الأمطار ..
و لا متى ذوت الشمعة
و انطفأت أركان روحك ..
لا أحد يعلم عن انكساراتك
و لا قلبك المحطم ..
لكنك رغم هذا تحاول العودة إلى الحياة
و رغم البكاء المرير ..
تشعر أن المطر عاد ..
و القصص التي احتضنتها السموات
أشرقت من خلف الشمس ..
وعادت لتقرأ عليك كلمات
تنسجها أحلامك ..
و تعود أنت تبني سلما إلى أعلى
 

وتتغير الحياة وتتغير الصور
ويتغير الأشخاص وتتغير المشاهد
ومازلت أنا أتبع الضوء
أبحث عن الحكاية التي كتبت لي
لم أشعر بالسلام من قبل
شعوري تخطى مسافات وأكوان لم أزرها
وجدتني نفسي محاطة بالنور
أعيش على النور
أعيش من أجل النور
أعيش بل خوف ولا فزع ولا جزع
فقط أنظر إلى الأمام وأرى ما لدي روحي الطيبة
وأبتسم لأني أعيش صفائي وهدوئي
وأمتلك قلباً نقياً وهبه الله لي
لن يضره بشر
مادام الله أكبر
 
أسير في طريقي ..
المسمى بطريق الشتاء.
ولست أدري في أي مكان ينتهي
هذا الطريق.
لكني أعاني وأشعر بالبرد ..
وأريد أن أبكي ..
فأنا ما اعتدت هذا البرد.
ما اعتدت أن أسير على الثلج ..
بدون أثر.
ودمعي المنهمر على وجنتي ..
كان كل الأثر.
أسير على الطريق ..
ولا شيء يساعدني على الوقوف.
وأشعر بأني سأسقط ..
 

حيث تغرق المساءات بانتظارات وحيدة. وحيث يكون الضوء قد مات ، انتهى ، رحل ، ذهب وتوجع ..
وحيث الموت .. بطء الموت للمشاعر والأحاسيس السحيقة هو السبيل.
ضعت أنا في قاع البحار . وانتشلتني شواطئ حارة لم تبذل جهداً لتحرقني من الأعماق .. لتحرق كل ما تبقى من الوجود بناظري ..
ضعت أنا في صحراء قاحلة دفنتني وماضيي وحاضري ..
ضعت في حلم جميل .. ظننته جميل ..
ألبسته من ثيابي الوردي ..
ورششت فيه عطوراً من زهورٍ ندية نمت بداخلي ..
فرشت له طرقاً من ورودٍ اقتلعتها من أشواكها ..
والآن كيف ومتى ضاع الحلم ؟
''''
أستغرق النظر في مسرحية الانتظار تلك.
طرقات مرصوفة من الوجع ..
سير على ظلال الليل الكئيب ..
قسوة جسدها إنسان ..
بكاء هو المطر بعينه ..
هالات من النور تحيط بإنارة مكسورة هو القلب ولا غيره ..
أستغرق الحواس في مسرحية الوحدة تلك.
ربما هناك مفاجأة تنتظرني في النهاية ..
شيء غير متوقع ولو بعد سنين ..
أمر قد حان له ليكون ..
أمر غفلت عنه ..
شيء سأنظره ولو بعد حين ..
وتتزاحم في داخلي رغبات الانتظار ..
هو الحلم ولا حلم غيره !

مسرحية - الاثنين - الثاني من يوليو - 2012
 
تأتيك الكلمات القاسية فجأة
وبعدها تهاجر للضفة الأخرى
لكنها تعود في كل موسم
وقبل أن تعي أن تلك الفصول تبدلت
تأتيك على غير موعد
عندما لا تكون جاهزاً للبرد
ولست مهيأ للجفاف
وقد تأتيك الرياح وتقتلع كل شيء
وببساطة تعتذر من ما قد تدمر
هذا كل ما في الأمر باختصار
 

خذني إليك يا مطر
وأسمعني أنغام أُخر
على أرصفة اشتاقت إليك
وأجسادنا والجماد والشجر
أردت أن أبكي على جفنيك
كأن الحزن لا يعنيني
وارتميت على مقلتيك
حتى ضاقت فيني
سأكتب حتى يكف القلب عن النسيان
سأكتب حتى يحين وقت ما
موعد قطعته للتذكرة
أتمنى الآن تفسير أسباب الكآبة التي تعتريني. لماذا ذرفت الدموع بلا سبب.
لماذا الرياح الباردة تصيبني بالاضطراب. لماذا أشتاق للجلوس في الظلام.
أتمنى أحياناً الولوج لعقلي وأن أحط على كل خلية.
فلربما أجد شيئاً تجاهلته الذاكرة أو شيئاً قررت نسيانه عمداً.
لكن عقلي يرفض أن يكشف أي سر. ويأبى أن يحررني ويفك أسري.
ويتركني لمزاجيتي والغموض. كأني إنسانٌ دخيل
 
لست أحبذ الذكريات التي يتحول بعدها الحال الى أسوأ فتصبح بلا قيمة .
ومع ذلك ، فإن عقلي محتفظ بلحظات كانت عادية وقتها ..
لا أدري متى جعلتها السنين بهذه الأهمية .
مازال محتفظ بتفاصيل دقيفة غريبة لم أعرها انتباهاً يوماً .
كيف أن عقلي قادر على نسف أي إنسان ورمي ذكرياته للنسيان .
إلا أنه يتمرد أحياناً للذكرى فأخضع له فلست أقوى على العصيان ..
 
زارني الورد بالأمس لدقيقة ،، لاثنتان ،، لثلاث ..
كنتُ اشبه بالغائبة .. كنت أحلم أو نائمة ..
شيء كالمعجزة .. ابتسمت لدقيقة ،، لاثنتان ،، لثلاث ..
كأني سائبة .. عتقوها أخيراً وماعادت سائبة ..
لكن للحظة موجزة ! .. لم أكتفي من صوت الورد ..
فلما رحل ؟
خاطبني قليلاً ثم راح ..
لم أكتفي من هذا الفرح ..
لكنه تركني وراح ! .. ربما يوماً يعود ،، مازلت مؤمنة