ينزف حبري منذ زمن على صفحاتي .. ، يرسم من كلماتي ألف قصة ، و يحكي حكاياتي .. ، سأرى ما الذي سيؤول إليه حالي .. ما الذي ستنطق به أحرفي ؟! ، كنت مرة هنا و هناك .. ، هنا في عالمي و هناك في خيالي .. ، كنت هنا جسداً و عقل ، و هناك قلباً و روح .. ، و لا أدري أبداً في أي قاع سأكون ؟ ، أو لأي سماء سأطير ؟! .. \ قد تعود الأيام قد تعود ! ، أتظنون ذلك إذاً شكراً لمروركم بعالمي ....

About Me


أنا الأحلام .. وأنا من تتنفس الخيال ! فحيث الخيال أكون .. !
عرض الوضع الكامل الخاص بي

أقسام المدونة

التصنيف

Translate

المتابعون

ما رأيكم بخيالي .. ؟!

المتواجدون الآن

أجمالي مرات الزيارت

لأني هنا !. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأكثر مشاهدة

Blog Archive

الاثنين، نوفمبر 17، 2014
. وكنت مسجونة وكان السجن بلا أبواب وأرى الليل حين يأتي وحين يتلوه النهار أبصرتهم في ضوء زارني مرة لكن الضوء رحل بلا أسباب وعدت أتلو في مزاري قصص الغياب من يعوضني ؟ وأنا قد قصصت جناحي أبيت الذهاب والآن سئمت فقط وما خلف السئم جواب
لا أحمل الورد في بابي أحمل بقايا الوداع التي دست في ثيابي هم رحلوا وعجزت أنا عن الرحيل تركوني وذكرياتي ترى أين أنتم أصحابي
. . . يا الله أنت أدرى بآلامنا لقد فقدت سفينتي فقدت البوصلة التي كانت تهديني والنجوم التي اعتدت أن أجدها حولي اختفت لست أرى سطوعها أم أني فقدت القدرة على رؤيتها الأمواج لم تعد صديقتي أشعر وكأنها تريد الغدر بي تريد أن تغرقني وأنا غرقت كثيراً لكنك يا الله انقذتني كثيراً و انتشلتني من الهم والضعف يا الله لم أشعر بالسعادة منذ سنين عدة هلا تحررت روحي من أجل سماءها ومن أجل عيناي التي لم يجف دمعها هلا تحررت من جسدي الذي خذلني ومن مرضي ومن ذاكرتي التي تعيقني يا الله لم أشعر بالسعادة منذ سنين عدة كلها كانت زائفة كسراب انتهى ولم أكن أتعب من اللحاق به رغم هذا لم أتخلى عن دوري في هذه الدنيا مازلت في حدود الصابرين هذا هو قلبي المتألم أمامك تم أسره في ميدان الحزن فقل لي كيف سأنجو
 . . في زمن المجاعة ، كنت جائعة .. واقفة على ناصية الطريق وأتى رجل طويل وأهدى لي طعاماً بطبق مكتوبٌ عليه بأنه سيدوم عندي أياماً قليلة لكن الطبق اختفى أو ربما قد سرق كنت قد التهمت وجبة واحدة وحرمت الآن من الأكل أشعر بالجوع الشديد وحيدة بدون قطعة خبز أقطع الطرق وأستلقي في وسطها ربما يأتي شيء مسرع وأمثل دور الموت لكن لا أحد يلاحظ موتي لم أكن أريد أي شيء سوى أن يذهب الألم والآن أنا واقفة أمام متجر الخبز أمد يدي وأترجى ذلك الرجل أمامي "هلا أعطيتني بعض الطعام أنا يائسة ولم أذق شيء منذ يومان" لكنه طردني وجعلني أرتجف كزهرة مصدومة في الخريف القاسي وسرت في طريقي واتخذت مكاناً محطماً قد يكون قبري . . .
 . وطائر كان يحلق على ضفاف غدير وكان في الصبح يغرد والآن صار أسير ولأنه أخلف موعد ما عاد اليوم يطير
ترتعد أطرافي في يومٍ بعيدٍ جداً عن الشتاء ونوبات البكاء التي ظننتها غادرتني .. أتتني ولازالت متمسكة فيني وتنتظر ضعفي وحين يحين ضعفي أذكر نفسي بأن البكاء لن يجد وأستعيذ بالله من الحزن لكن هنا ظلام والمكان بلا نور هنا ضوضاء شديدة تحاصرني وتحاصر بؤرات صمتي .. وسكوني وجسدي المستكين وما تبقى مني .. ومن قلبي الذي مازال ينبض هنالك أنا مع حماقاتي وجنوني هنالك أنا مع عقلي المتعب هنالك كلمات أحاول البوح بها لكن الدموع تمنعني من ذلك هنالك أنا وصرخة تخترق أعماقي وهنالك برد وقد أضعت غطائي
كلما اشتقت ..
وجدت شوقي ينحصر في أربعة جدران
ينعكس على زوايا الحجر المعتمة
يعود شوقي لي ولا يتعدا المكان
فأصبحت أشتاق لأنا
وأنا تعني لي غير أنا
أحمل في داخلي أنا أخرى
وشوقي لم يتعد مجرات دمي
ظننت أني لن أعد مرة أخرى لذلك التاريخ ولذلك الموعد
لكن ما حدث هو أن أيامي تكررت كتكرار نبضي
فأصبحت واقفة على نهايات الإنتظار ..
الإنتظار البطيء
الغريب أن ملامحي حتى الآن لم تكبر ولم تَشِخ أبداً
لا أدري إن كان الزمن قد توقف أم لا ؟
هل أنا كنت أنتظر أم كنت أتوهم ؟
كنت جالسة لوحدي
والسماء خالية من السحب
وشيئاً من بعيد اقترب مني
كان شخصاً يمسك الأسوار بيديه
وكان يضعها حولي بدون أن أدري
لم أنتبه أو لم أهتم
لأن السور كان كبير
لم أشعر أني مقيدة
فكنت أقف وأبسط يداي وأرى السماء
لكن كان الوقت يظلم
وكانت الأسوار تقترب مني
وكنت أفقد حريتي شيئاً فشيئاً
والسماء أصبحت ملبدة بالغيوم
فقدت حريتي وتم أسري !
وبقيت مأسورة
حتى تذكرت أني طيراً
والطير لا يأسر أبداً !
فحلقت بعيدا وتحررت
أحيانا لا أفهم نفسي
أحيانا لا أعلم ما أريد
فقط أستسلم للأقدار
تلك التي تقودني وأنا أنصاع
أستسلم لمشاعري
أستسلم لشوقي
أستسلم إليهم ولعزلتي
وأعود لكن ليس من نفس المكان
هناك أبواب جديدة
هناك لحظات عتيدة
ولست اليوم عنيدة
حين تحلم في وجودي
سأتلاشى كما يتلاشى الربيع سريعاً
سأسابق الريح حين يأتي
سأختفي مثل السراب
ولن تجدني
واقفة على حافة طريق
ولم يتغير شيءٌ فيها
الطرق تفرعت فقط
وقوتي باهتة ..
والخريف يجعلني أرتجف بشدة
 صباحٌ صامتٌ أنت .. ألا تريد أن تغرد وتغني ؟ غني من أجلي .. هنالك شمسٌ مخبأة تنتظر الرقص معي هنالك ألحانٌ في قلبي تريد دفعي على الجليد عله يذوب .. عله يفيق ولست خائفة من انكسار الأرض تحتي ولست خائفة من الغرق في المياة الباردة ولست خائفة من أن أتحول لقطعة تصيبها صاعقة وتصبح متجمدة .. أدرك كثيراً بأن الأراضي الجليدية ستذوب يوماً إلا في الشمال والجنوب البعيدان جداً .. وأدرك بأني مهما أصابتني من الصواعق الجليدية فإني سوف أصبح ماءاً سيجف يوماً أسفل شمس دافئة مهما كنت ذات قوة .. فيا صباح فقط غني وأشعل فيني ضوءاً واتركني أنقش أثاراً لدوائر كنت أدور في وسطها حتى النهاية وحتى يحين المغيب الأول
وأعود لمكان وكان بحراً والتقيت نفسي هناك وهاجت مشاعري وكنت أشتاق لأرى ما خلف جسدي روحي التي احتلت وجدي ورأيت انعكاسي على الماء والضوء لكن الروح غافلتني وذهبت مع الموج وصار البحر جزراً عودي .. نطقت فيها وهي تخوض البحار ظننتها غرقت .. لكنها كانت تبوح لي أنا الآن حرة وما عاد الموج يخيفني لدي المد في السماء .. ولدي المدد
لا أستطيع النوم هناك شيء ما يجعلني مستيقظة لا أستطيع أن أقول وداعاً لذلك الضوء المتأرجح أمام النافذة .. لكني رغم هذا تخيلت أني سافرت لعالم أحلامي .. ترى لو نامت عيناي وخلايا عقلي الحسية والوجدية .. هل سوى أرى نفسي في كوكبي الأزرق أو فقط سأسافر عبر الزمن .. وأرى نفس الأشخاص مرة بعد الأخرى ؟ أيقظوني من اليقظة أرى بصيص حلم مجبرة عليه .. لا أريد إعادة كلماتي أريد أن أغطي نفسي في هذا الليل البارد بغطاء لم يضعفه الزمن أريد سماع أغنية تهدهدها طيور الموسيقى أريد إيجاد نفسي أسفل شمس حياتي ولمرة أخيرة أريد أن أحلم بلا برد بلا بقعة ضوء مجنونة بلا ليلة صامتة وأنا منتظرة .. هواجيس كلمات يقظة
 أدركت أن فرد جناحاي أمام كل زوبعة وإعصار سيشلهما عن الحركة لذا اخترت نسيم السلام .. لكن مازلت حائرة أمام سؤال لم أدركه ولم يدركني هل جناحي الأيمن .. قادر على أن يلفني بأكملي ؟ وهل جناحي الأيسر .. قادر على أن يلفكم بشدة أمام برد الشتاء والرياح العنيدة والطقوس المزاجية المتوهجة ؟ دموعي تساقطت ببطء بإنسجام مع تحليقي وتركتها تسقط بعيداً عني .. ومازلت أبحث في الكون عن حريتي مكتوبة بريشة تركتها أمام نافذة سيغرقها بالحبر شخص ما ويكتبني .. يحررني
 كنت قد حلمت بك عندما تساقطت سحاباتك كحلوى القطن .. أنا قفزت من مكاني ومن سمائي واتخذت إحدى حلواك كسحابة وأصبحت التهمها كل يوم حتى من جوعي انتهت وتركت نفسي لا أدري أين أذهب هل سأرتفع أم سأسقط هل سأبتسم أم أبرهن أني كنت سأحزن أعطيتني سحابة .. لكنني كنت سماء كنت في مكاني السماوي أرى الأرض تحتي مرتدية تاجي وكنت برجي العاجي لكنني أنا استيقظت وكنت قد حلمت
 ترى لماذا الكونَ اليومَ ساكن وأشعر بغيثٍ يناديني 'سأهطلُ اليومَ سيدتي ويصبح ما غدا كائن ' أماتَ الحب في قلبي أماتَ البوح ؟ أهذا نحيبٌ في صدري هلِ اليومَ عزاء ؟ وموكبنا الذي قد كان يسيرُ بي في حدائقنا توقف أمام مقبرةٍ وطلب مني محبرتي لأدفنها أتوجعني يا غيثاً أتقلب صفحة الأزمان أتخبرني بماضينا أكانَ هناك في الماضي مكتوباً ينبأني غفلتُ عن قراءته ؟ ألست أنا من كتبت قصتنا فلماذا أنا أنهيها وأتركها للدّفان اسمح لي يا غيثاً ولا تهطل على قلبي ولا تبكي وارجع لي مَحبرتي فأنا مازلت أحييها متى ماتت ومتى قتلت ومازالت تكتبني فلماذا اليوم تدفنها ؟ هلا صَرَخت مَحبرتي كأن الروح تحويها أيا غيثاً اتركها فعينيها تَنظُرني تناديني لأحملها أيا غيثاً اتركني ومَحبرتي لأحضنها لقد عادت إليها الروح أيا غيثاً فخذ دمعي ولا تبكي ولا تحزن 3/8/2014 10:00 am
 خلعت ردائي فلا تسألوني إذا ما نظرت إلى السماء أترين طيراً ؟ أترين شيئاً ؟ لا تسألوني .. فقد جهلت سمائكم أصبحت لا أرى ولا أفهم ألوانكم أترون طيراً أبيضاً أم سواداً في سواد ؟ أتلك السحاب أم الغيوم ؟ إني لأعجب وأعجب وأعجب عن عين .. ما بصرت وضيعت النداء سلامٌ عليهم وعلى الدنيا السلام
 أتذكر ما يؤلمني أحاول إشعال النور في قلب أحد هل سأمد يدي .. وتطيب مواجعي أم سيركن الضوء في العتمة تلاشي يا هي وهم وأنا الغائبة واستيقظ من سباتي .. "يا حاضرَ" من أجل روحك
 أغوص ببحر حمدك يا إلهي فكيف أخذتني من على هذه الأرضَ هل أنا طائرة في السماء أم موج في الفضاء أنا نجمة يا إلهي ومهما كنت .. سأرضى
 وأرتجف .. والليل يغزيني ءاكنت هنا في الأمس أم كنت أبكيني .. كنت أبكيني
 ليتنا يدان متعانقتان للأبد حين أفقد حلماً .. تمنحني اليد الأخرى حلماً وحين يسقط حلماً أسارع إليه وأضمه بجسدي أحميه من ألم السقوط .. أحميه من برد الطقوس المزاجية التي أبرقت وأرعدت أمطاراً لسنين عدة والآن أما آن وقت الحصاد .. زهرة تلو زهرة تسعدني أيام شتى حتى تجف وتذبل .. وتدفن في كتاب

حلم

 حين اشتاق لك .. تختفي كل السحب من السماء .. وأرى الصفاء .. والشمس تشرق من جديد ويلوح في الأفق البعيد .. سعادة لا تضاهيها سعادة .. كنزٌ مدفونٌ على قوس قزح .. وأرقص أنا من الفرح .. وأدور في الأرجاء .. وأقطع الطرقات .. أجوب الأنحاء .. فهلا التقينا .. اليوم .. غداً .. مستقبلاً .. ففي قلبي ألف قصة .. يعانقها وجدي .. وينبض ألف حرف .. وألف معنى .. فيا حلمي .. متى نتحقق قريباً 8-7-2014 6:30 am
وأخافُ فيكِ مكتوباً ومحتوماً .. ينبأني رؤى العينِ وإن ضاقت شعرتُ بها وتشعرُ بي
 لا أكترث لأحد أكترث للجماد للشجر المتساقط .. ورقة ورقة على الأرض بلا حد .. بلا حد
 مازالَ قلبي لم يكتمل سراً يحاط بهِ هالهُ من الوقتِ ما هاله
 وأنا وصدى صوتي يتردد أنادي للسماء التي لا أراها أ ضاعت الكلمات ؟ أسقطي أحرفاً أرسليها لي أمطاراً بدديها سحاباً .. اظهريها لكن لا تخفيها .. لا تخبئيها عني أريدها لا متاهة .. أريد خارطة أخطو بالنظر لها أريدها شيء يسقط لي أنا شيء لازلت أنظر له في الأعلى
 أتينا زماناً وضاع العقلُ فينا ذهبناً سراعاً وما ظننا هَوِيِنا لقينا أماناً وصار لحناً حزينا وكنتُ جنوناً وألقيتُ نفسي وظللتُ الآن أعدُّ نَفَسي هويناً عليكِ الهوينا
 اعتادت تسريح شعرها في ضيقها تفكه وتلمه مراراً وتكراراً وبقدر الألم طال شعرها #قصة_قصيرة
 لمست الجدار رويداً رويداً وأسندت رأسي .. رأيت يدي يزاحمها الحصار دموعاً دموعاً .. وأنا في ظل اليسار شهقتُ نَفَسي .. ونصف وجهي اليمين ينظر ُ بانكسار "كطيرٍ فردت جناحي وقالوا عني في الأمس ..طار"
كانت تلك اللحظة التي توقف بها كل شيء عن الدوران أمامي .. التقيت مع منتصف الحد الذي يفصل الدائرة لنصفين .. فضعت في الوسط بين النصف القديم والنصف الجديد. توقف كل شيء من جماد أو حياة .. خطوات أقدام لم تكمل .. وجوه جامدة .. يدان مرفوعتان تأشران للا شيء. نظرات من أعين ملأى بالوهن .. طائراً كان محلقاً فظل معلقاً. وطريق كان يضج بالأصوات وأصبح صامتاً. ' توقف كل شيء "مذكرات منتصف الدائرة "
 سأرميها هنا .. لتطويها الأمواج وتأخذها الأعماق. أعلم بأنها لن تعود لي بسهولة .. سأحتاج للغوص وللبحث عنها من جديد. أجهل إن كنت سأجدها مرة أخرى .. أجهل لأي أرض ستصل .. أجهل بأي قاع ستظل عالقة. لكني رميتها كلؤلؤة مكنونة قد تعود لي يوماً أو تعود لأحد ليس أنا
سأُنبت من جديد ستعاد دورة حياتي لن أذبل تحت الشمس
من كان يعلم بأن شاهد قبرك سيكون هذه الشجرة
وجسدك المسجى ستضمه الجذور
لولا إيماني لقلت بأن كل ورقة هي صورة لك مرسومة عليها
وكل عصفور يحط هنا يغرد بصوتك
وكلما أسندت رأسي شعرت بجذعك يحتويني
 في هذا الصباح أرسلتُ إليهم كلمة ليتها توقفت في الطريق وعادت إلي .. لألبسها ثوباً جديداً وتاجاً مزيناً بالورود ولأعطرها بعطرٍ يسمى الوجود هو بهجة من كل بيت هو قصة من كل حي يسكنه الزحام .. ما عدت أذكر متى فكرت بالتأني بالتريث .. بالتروي انتهى فكري البعيد وأسكنني التغير .. إذهبِ يا كلمة جديدة والحقي تلك الرفيقة أخبريها أن تعود وأنتِ أصبحتِ البديلة
دع الكتاب ينام .. واستيقظ مرة .. وامسح قلبك بكفين من الوجع .. سيسكن الألم .. أما تعودته ؟ لماذا تخاف وارتسم على جفنيك لغز محير .. وكنت في الأمس .. اليوم .. وفي الغد مخير .. دع الكتاب ينام مرة .. وافتحه من جديد .. بعدما يرتاح من جديد
حين تذروني الرياح تأخذني في اتجاه السير أتحول حينها لأخف من ورقة كأني رسالة ما وصلت وتاهت في مدينة لا أدري إن كنت بلا عنوان أو كنت مجهولة بلا اسم أو كنت صفحة بيضاء بلا كلمات لكني أعلم بأني سأصل لإنسان سيفهمني سيقرأني من الفراغ و يكتبني "كم أنتِ نقية"
هل تلتقي النار والثلج هل تلتقي الشطآن على الموج رأيت الظل ينحسر عن الترب وبانت لي حقيقة الكرب
 كنت واقفة على حدود لم تسمح لي بأن أتوازن يداي أحياناً أرفعها لأعلى أحياناً ألمها لنفسي أحياناً أميل للناحية اليمنى وأحياناً لليسرى حتى سقط القناع عن وجهي ولم أستطع أن ألتقطه وبانت ملامحي تهيأت لأن أخفيها بيدي لكني كنت مخيرة و ما أردت السقوط ضممت نفسي وتركت قناعي ورائي وأخذت أسير على الحدود من جديد لكن بدون قناع يعيق توازني
حين تضيع في متاهة لا تدري أين هي البداية وأين هي النهاية كلغز لا تقدر على حله ويحتاج منك التركيز بقوة .. تظل تتسائل أين ابتدت الخطوة وأين كانت سابقتها .. وأين كانت لاحقتها .. ومن الصعب أن لا تعلم ! إذا فقدت عقدة انفرطت كل العقد اللاحقة وانتهت من الوجود .. خسرتها ببساطة ! لكن هناك دوماً فرص لصنع عقد جديدة تختارها كبداية وتقودك للنهاية وقد تكون في زمانك الحالي .. لذا لا تقلق مادام كل شيء مرتبط ومادمت قادر على ربط كل شيء ولم تكن ضائعاً في الفراغات .. فالأمر لا يحتاج سوى صبر وعدم يأس وترتيب الأمور و ترتيب الخطوات من جديد وحذف تلك القديمة التي لا أهمية لها .. حينها سنتوصل إلى حل !
كل شيء خلقناه بقدر

" ما أجمل قدري وأنت كتبته رضيت به لما فهمته رغم ضعفي الذي ما وزنته لكنني أحببته .. فأنت ارتضيته لي وأنا يا الله قبلته
تخترقني أفكارهم أتمنى في أحيان كثيرة أن لا أفهم لكني لا استطيع إغلاق عيناي لماذا أشعر أكثر مما ينبغي أريد فقط ما يكفيني
' كن متفائلاً تأتي لك الأيام بتروي .. وتعيش لحظاتك بكل سعادة .. لا تستعجل الأمور .. سوف ترى نتائج لا تسرك .. خذ كل شيء بتمهل .. إن الحياة باقية بك وبغيرك .. لا تكن سوداوي التفكير .. فسوف تحس بتوقف العقل عن التفكير .. كن متسامح مع نفسك تكن متسامح مع الآخرين .. سوف ترى نتائج أفعالك التي أنت صغتها بيديك .. ولا تنتظر من الآخرين أن يصلحوا أخطائك .. ' كتبتها والدتي من أجلي ♡ '

غفلت عنه

' غفلت عنه غصناً غلفته زهور مختبئاً في أعماق جنة وظلّ هناك حتى مرت دهور وقد كنت يوماً أرتوي من الشمس وأمنحه سراً شيئاً من شعاع لكنه اختفى وماعاد له ظهور واستحالت الجنة ملاع ولا زهراً ولا طيور غفلت عنه غفلت عن غصني عن دربي حتى بحثت عن أرضي أرضي التي تدور ويعود غصني ويزهر من جديد ويحيط فيني بالعطور وينبض قلبي مرة أخرى نبضات السرور رويته مثل الحكاية وعانقته في البداية وعاد لي في النهاية سحري وزهري المنثور
الأربعاء، مارس 19، 2014
أفكر بالكتابة ..
أفكر أن أستغل هذه الأجواء الماطرة.
فالمزاج رائع وقلبي كأنه مغموس بالفرح.
لا أدري عن ماذا سأكتب.
ولا أدري كيف سأبوح هذه المرة عن مشاعري.
ولا أدري كيف سأعزف ألحان حروفي.
لكني مستسلمة مثل كل مرة للأحرف المشتتة أمامي ..
فأترك لقلبي الخيار .
وليس لعقلي أي قرار ..
هنا المطر الآن.
ولا يزال يكرر قصص اللقاء بعد الغياب.
في كل مرة يكون فيها هنا لا يتبدل شعوري.
أسارع إليه بابتسام.
لا يتبدل شعوري مطلقاً.
أمد يداي له كأنه شيءٌ خيال.
أريد التأكد بأنه هنا ..
فهل هو حقاً هنا ؟
هنا المطر لا يريد الذهاب.
يريد التأكد من أني اكتفيت.
وليس هناك حزنٌ خفي.
غموض لن يفهمه حتى المطر.
يريد أن يتأكد من أني سأغفر له الذهاب. وأن لا يتركني مشتاقة بدون ارتواء.
اطمأن يا مطر .. فعزفك الخفيف الذي لطالما أثار فيني مشاعر هادئة ..
لن يكسره الرعد العنيف.
ولا البرق المخيف.
لن يسرقا مني سكوني ولحظاتي التي انتظرتها.
وحين تدق ساعة الذهاب.
ارحل يا مطر.
وعد في سلام بلا عتاب.
أنا أبكي فقط .. عندما أتذكر
رغم أنه .. لم يبقى .. شيء يذكر
آه من هم اعتراني في حين غفلة
دمرت أرضي والصبح أبكر
مسحت دموعي .. لملمت نفسي
طردت وجعي فولى وأدبر
أسير في طريقي ..
المسمى بطريق الشتاء.
ولست أدري في أي مكان ينتهي
هذا الطريق.
لكني أعاني وأشعر بالبرد ..
وأريد أن أبكي ..
فأنا ما اعتدت هذا البرد.
ما اعتدت أن أسير على الثلج ..
بدون أثر.
ودمعي المنهمر على وجنتي ..
كان كل الأثر.
أسير على الطريق ..
ولا شيء يساعدني على الوقوف.
وأشعر بأني سأسقط ..
بأني علقت هنا ولا مفر ..
هلا أمرت ذاكرتي بأن تفتح لي أبوابها
فأسير في كل مدينة
أسترجع الحلو والمر
وأمضي في كل ممر
أطالع الصور المعلقة
ثم أعبر بداخلها
فأعيش لحظاتي مرة أخرى
وإن كانت اللحظة سعيدة
هلا تسمح لي بأن أخذها معي ؟
لتحكيها السنين
وإن كانت اللحظة حزينة
هلا تسمح لي بأن أحرقها
وأرميها في مردم النسيان
هلا عذرتني بعد ذلك
إن محوت ذكراك بالخطأ
فذكراك سعادة حزن أو حزن سعادة
ولست أفرق بينهما
'
'
هلا توقفت قليلًا
فأنا تعبت من اللحاق بك
هلا منحتني سنيناً
لكي استرجع أنفاسي
أعدك أن أخبرك بعدها ما أود قوله
هل تستطيع الإنتظار
هلا منحتني إنتظاراًً
لا تود ذلك ؟
أنا أسفة لكن لم أفهم ..
هل منحتني إنكساراً؟
خذ انكسارك
وارحل بعيداً
وحتى انتظارك
لا أود بعد الآن انتظارك
'
'
هلا أخبرت الصباح
عن يومٍ جديد
وابتسامة جديدة
وغيمة كانت هنا بالأمس
لكنها رحلت ..
هلا أخبرته بأني في كل صباح
تأتيني أفكار جديدة
وأتعلم دروساً جديدة
وأكون إنسانة بروح جديدة أيضاً
أ هذا طبيعي ؟
فأنا لم أعتد التغيير المتسارع جداً في حياتي
فقد استغرقت عاماً كاملاً لكي أفهم
وأرسم لي خطة في الحياة
والآن في خمسة عشر يوماً
تغيرت لدي مفاهيم كثيرة
هلا أخبرتك أن هذا الأمر عجيب
كأني أختصر السنين في سنة
ترجمتي بتصرف
- في ذكرى يوم سعيد في فبراير
- ل آني برونتي
'
ما أجمل اليوم السعيد
كأن روحي أصبحت تشعر اليوم لأول مرة
فلتبقى ذكريات هذا اليوم معي
ولا تمر أبداً وتظل معي
فقد كنت وحيدة بين أحبابي
وكانوا بعيدين عني جداً
لكن الشمس بعد ذلك أشرقت على التلال
والرياح هبت وهب النسيم
'
هل كانت هذه ابتسامة الربيع
التي جعلت مبسمي يتوهج
لكن حتى مع ذلك الرياح والشمس لن تقدرا على رفع روحي بعيداً!
'
هل كان هذا شيئاً من بهجة
شيئاً احتله الغموض وأجهله
لا أعلم فل أوسع مخيلتي وأفكر بعمق
لا لم يكن ذلك!
'
هل كانت هذه رؤية متفائلة للحياة
كأني عبرت لداخل الجنان
وأملاً يشع لأعلى . أملاً في داخلي نما
لكن أيضاً لم يكن ذلك!
'
يبدو أنني الآن عرفت
وتبدت أمامي الحقيقة الآلهية
منعزلة بروحي
منارة ببصيص الضوء
الضوء الذي يشرق من الجنة
'
وأشعر بأن الله في الأعلى
وكل الأشياء كانت من صنعه وتدبيره
رأيت الله الحكيم القوي
في كل شيء أوجده
'
لكني رأيته أكثر من خلال العالم
رأيت جبروته
رأيت حكمته اللاحدود لها
رأيت رحمته الآلهية
'
كنت أجول وأفكر بسر عميق
الذي أخفاه الظلام الطويل
لكن بعدها من الله علي
وتبدى هذا السر لعيني بسرور
وكشفه الله مشكوراً
'
لكن بينما كنت أتسائل
وأهيم بالله حباً وعشقاً
أنا لم أرتعش خوفاً من قوته
شعرت أن الله لي
'
أنا أعلم أن "يسوع/ي- مخلصي منقذي" حي
أنا لا أخشى أن أموت
تأكدت بالكامل أني سوف أشرق مرة أخرى
للخلود
'
أنا أشتاق لأرى النعيم الآلهي
الذي لم تراه عيني مطلقاً
لأرى عزة وجهه
بدون حجابٍ بيننا
'
 
#Anne_Bronte #translation
أتيتِ لتحكي لي يا سماء
عن تلك الدموع القليلة التي نزلت على الأرض .. عن سبب هطولها ..
وأنا معلقة بالغيوم
معلقة بجزء من دمعة قوية لا تريد أن تسقط ..
فلتضميني يا سماء
احتويني قبل ابكي
أو خذيني فوق سحابة
حيث لا دمع و لا مطر
في مكان لم يعد يحاوطه إلا الأسوار ..كنت هناك أتسلل من بين الفراغات وأصل للشارع المقابل أمامي
وجسدي يبدو راكضا بعيدا .. ويلوح لي ... وأنا كنت فقط أختلس النظرات
حتى أظلمت الأضواء .. فأخذت أسير وأنا أتلمس الأسوار .. ليدلني على مكان يشبهني .. في زاوية أملكها
وتركت نفسي هناك حتى يأتي يو ونور يضيء من جديد
هلا بقيت معي ؟
فأنت تذكرني بالصباح المعانق للسماء
أتلبسك ثم أخطو قافزة بخفة على أطراف النافذة
وأتذكر بعد ذلك أن لك جناحين
فأرفرف بهما قليلًا
وأجرب لأول مرة الطيران ..
أشق طريقي لأعلى حيث تكون المساحات البيضاء ..
هلا بقيت معي دوماً ؟
وأسكنتني معك جسدك الصغير
دعنا نتشارك الطيران
دعنا نغرد معاً ..
لا تريد ؟
أتخشى أني سأكسر جناحيك ..
أعتذر لأني أردت جناحيك
هلا ذهبت لمكان ما ، و نظرت لشيء قابع هناك .. لا يجده أي أحد. هو شيء جميل ، لم يعد يصنعه الكثير .. وأعتقد أنه نادر في هذا الوجود. هلا وصلت له وتأكدت بأنه مازال موجود .. أخشى بأنهم قد أخذوه ، وأنا لا أطيق السفر . لا أود ترك مكاني .. هلا ذهبت وتأكدت
في ذلك الخفاء
دارت أعيني
وظلي يلتف معي في الزاوية
كنت أذهب يميناً
وتلاحقني يدي شمالًا
وأدور في الوسط
مرة في الثانية
في أي خيط من الضوء
تنتهي أطراف قدمي ؟
في أي وقت تسكن
وأصبح في لحظة هادئة ؟
صمتي كان هو الموسيقى
ظننته سيزعجني
لكنه أخذني للأعلى
كأني أتسلق قصة نائمة
استيقظت أخيراً
ً من عالم الخيال
وظلت هناك
في الأفق هائمة !
بالونة تطير
مقيدة بيدي
كنت لها مأسورة
وفي داخلي
أكننت لها أشعاراً
وجعلت لها أبحاراً
تطل عليها
كلما ارتفعت للسماء
وكذلك رسمت لها
جزراً منثورة
ترى هل ستصل لمكان ما
وهل ستنتهي بي بمكان ما
لماذا أشعر أني مسحورة
وأطير معها لمكان لا أعرفه
والخوف من قلبي
أصبح مأثورة
مأثورة قديمة ..
لم يعد يؤخذ عليها شيء
تلاشت .. اندثرت
ماتت أو انتحرت
الأحد، مارس 02، 2014

باردة أنتِ كالثلج (مذكرات غريقة)


(1)


الجو قارس ..
وأنا الآن أجلس في مقهى .. مختبأة من عاصفة ثلجية في الخارج.
النافذة أمامي ولست أرى سوى البياض ..
حتى فتح الباب وأغلق بقوة.
فانحسر شيء من الثلج عن زاوية النافذة ..
وتبدى لي شخص واقف من بعيد لا يتحرك.
ونور الضوء الخافت منعكس على عينيه.
وهو يلم كفيه.
وقفت من على طاولتي ..
وسرت ببطء إلى باب المقهى ..
وأخرجت جزءا من جسدي ..
وهتفت
"يا صغير ما بك واقفا هنا أجننت ؟"
"تعال إلى الداخل .. لقد اشتد البرد"
لم يجبني ..
رمقني بنصف نظرة .. وولى هاربا ..
لم أتوقع ردة فعله وهروبه ..
جريت مسرعة خلفه ..
وكم من مرات ومرات تعثرت وسقطت ..
لم أستطع الوصول له.
اختفى من أمامي ..
ولم ألحظ أيضا أني ضعت وضيعت الطريق.
نظرت خلفي ..
وبالكاد أرى أثري!


(2)


ماذا فعلتَ بي
مضيتُ في الطريق
توقفتُ عند الناصية
نظرتُ ورائي
وجدتُ ظِلكَ واقفاً ينظرُ لي
سرتُ اتبعُك
ولا أدري إلى أين كنتَ تأخذني
حتى وجدتُ البحر أمامي
وقد رَكِب ظِلكَ البحر .. ثم اختفى
لحقتُ بك .. أردت ركوب البحر
شققت طريقي في الماء
حتى وصل الماء إلى عنقي
لكن يبدو أنني أضعتك
كدت أن أغرق في هذه المياه الباردة
لمحتُ خيالك وها هو يمر بجانبي
يلمس يدي ويشدني
وكأنه يقول لي
"تعالي فالبحر بارد ..
هناك مكان آخر حيث يكون الدفء"
شدني خيالك ويدي وأخذني بعيداً عن الماء
أوصلني للشاطئ ثم غطاني بالتراب
فالرياح باردة
وحيث كنت هناك
أغمضت عيناي ونمت
 ***
كنت مغمضة عيني حيث أضعت طريقي. حيث كنت على الثلج
كنت جالسة تحت غصن شجرة كثيفة
في حقلٍ قديم ..
كنت أندب حظي وقلة عقلي
وتسرعي لكن بسري!
فلم يبقى لدي قوة لكي أصرخ أو حتى أبكي
لماذا أتيت لهذه المدينة في الشتاء
لماذا لم أستمع لكلمات صديقتي
وهي تثنيني عن الذهاب
لكني لم أود أن أنظر للجانب المنطقي في كلامها
فكرة خطرت لي وقررت تنفيذها
حزمت أمتعتي واتصلت بها وأخبرتها بأني عزمت الذهاب
ودعتها في محطة القطار
وفور وصولي هبت عاصفة ثلجية
فدخلت لأقرب مكان أمامي
ثم رأيت ذلك الفتى
ولحقته وماذا سيحدث الآن ؟
لا أرى شيء أمامي
وخائفة من البرد !

(3)


كنت أسير في الطريق المظلم
كنت خائفاً أن أسقط أو يصدمني أحد
أردت العودة إلى منزلي
وأن ألاقي مصيري
لكن الكهرباء انقطعت عن هذا الجزء من المدينة
لا إنارات لا ضوء أستدل به
كنت كالأعمى أسير وألمس الأشياء أمامي
وأحياناً أزحف على الأرض
فقد كنت خائف من الإنزلاق على الطريق المكسو بالثلج
وكذلك لأن حذائي البالي لا يساعدني على المسير
فهو يبطء حركاتي
وأنا أريد الوصول للنجاة
قبل أن أتجمد هنا وحيداً من البرد
ها هو الضوء أمامي ..
بزغ لي في السماء المظلمة
والآن أشعر بالثلج الأبيض
سرت إلى حيث يكون الضوء
لكن يبدو أنه يختفي ويضيء مرة أخرى
خفت أن يختفي ولا يضيء بعدها
فأسرعت خطواتي
حتى وصلت .. الحمدلله
كانت إنارة الطريق
وقفت أسفلها لم أنظر أبداً ما حولها
فقط لممتُ كفاي لجسدي
وتركت الضوء يدفأني
كم كنتُ متعب!
فاستغرقت في راحتي والتقاط أنفاسي
لكنه صوت مخيف ظهر لي فجأة وأفزعني
فارتعبت وهربت !!

(4)


بعدما هربت من ذلك الصوت اختبأت خلف جدار ٍقديم
كانت نبضات قلبي متسارعة جداً
لقد حذرني أبي من الخروج ليلًا
وأني إن خرجت ستطاردني الأشباح في الشوارع!
وقد صادفت هذه الليلة شبحين ..
المرأة التي صرخت والصوت المخيف !
أنا لستُ خائفاً الآن من الأشباح
بل إني أكثر خوفاً من أبي
فقد تسللت خارجاً بدون معرفته
لكني سئمت عقابه بسبب وبدون سبب
أخبرني أنه سيعاقبني عقاباً شديدا أسوأ من كل مرة ..
فلم يكن لدي خيار
وأنا الآن في طريق الأشباح !
(صوت خلفي) "هل هذا هو أنت ! "
يبدو وكأنه صوت أبي ..
نظرت خلفي
تجمد الدم في عروقي
لم يكن أبي .. كان شبح أبي بالتأكيد!
فلماذا الظلام يكسو ملامحه
وها هو يقترب بخطواته وأنا أتراجع بخطواتي للخلف وصرخ بقوة.. "ألم أحذرك أن لا تخرج أبداً في الليل"
أنا أسف لكن ..
صفعني لم يتركني أكمل جملتي
انهال علي بالصفعات ..
كنت مستسلماً للضرب فأنا تعودت عقابه ..
لكن من يضربني الآن هو والدي الشبح !
يجب أن أحمي نفسي من الشبح
ورغم قوتي الضعيفة دفعته بيدي
وساعدتني الأرض المنزلقة على أن يتعثر ويسقط ..
كانت فرصة لأن أجري مسرعاً بعيداً عنه
تذكرت حينها الحقل القديم ومخبأي القديم
فأتيت هنا
***
كنت أحتضن ذلك الفتى الصغير
كان خائفاً مني بشدة
لكني رفضت أن أتركه
حتى استسلم وباح لي بما واجهه في هذا الليل الطويل!


(5)



في أحد أيامِ الصيف منذُ زمنٍ طويل
كنتُ جاهزة للذهابِ إلى البحر
ومسرورة جداً
أخذتُ لباسي وقبعتي الخشبية
ومسكت يده ..
وقلت "هل سنذهبُ الآن"
فأجابني (نعم عزيزتي لكن انتظري أريد أن أريكِ شيئاً)
"ما هو ؟ "
أمسك يداي ووضعني أمامه وأخرج من جيبه قلادة زرقاء صغيرة
(هذه لكِ)
قلتُ فابتسامة كبيرة"يااه ما أجملها أحب اللون الأزرق شكراً لك شكراً"
طبع على وجنتي قبلة ورفعني على كتفيه
وكنا في طريقنا للبحر ..
***
البحر جميل اليوم ..
السماء زرقاء وقلادتي زرقاء والبحر أزرق
أخذت أتمشى على الشاطئ
أداعب التراب بقدماي الصغيرتان
وأقفز هنا وهناك !
نظرت ناحيته وقلت "هل بإمكاني الولوج لداخل البحر"
فأجابني (نعم يا عزيزتي لكن لا تذهبِ بعيداً فقط أمام الشاطئ)
تركته حيث كان مستلقياً ومغمضاً عينيه
ومضيتُ إلى البحر ..
دخلتُ إلى الماء الذي كان لا بارداً ولا حاراً لكن دافئاً
كانت هناك أسماك صغيرة تسبح حولي
أخذتُ أتحرك مثل الأسماك وأسبح معها حيثُ كانت تذهب ..
وجدتني أصبحتُ بعيدة قليلاً عن الشاطئ
والماء قد وصل إلى عنقي
لم أكن خائفة لكنني أردت أن ألمس قلادتي الزرقاء التي اختفت وغطاها الماء
أخذت أتلمس عنقي
لا يوجد قلادة .. قلادتي الزرقاء اختفت!
لقد سقطت في هذا البحر العميق
ماذا سأفعل الآن .. يجب أن أجدها ..
غطست رأسي أبحث عنها ومن ثم أخرج كدلفين قافزة وأتنفس بعمق!
حتى جرفني التيار وكنت أصارع هناك
كنت أغرق وليس هناك سوى يدي التي تنازع ببطء
لكنها اختفت شيئاً فشيئاً تحت الماء
وأنا غرقت !


(6)


أسير في طريقي المسمى بطريق الشتاء
ولست أدري في أي مكان ينتهي هذا الطريق
لكني أعاني وأشعر بالبرد
وأريد أن أبكي فأنا ما اعتدت هذا البرد
ما اعتدت أن أسير على الثلج بدون أثر
ودمعي المنهمر على وجنتي كان كل الأثر
أسير على الطريق ..ولا شيء يساعدني على الوقوف .. وأشعر بأني سأسقط .. بأني علقت هنا ولا مفر .. ولا مفر ..
***
كنت سأسقط لكن لم أفقد الأمل بالحياة ..
دعوت الله أن يدلني على نهاية الطريق
أكملت المسير ..
حتى رأيت أمامي كوخاً خشبياً صغيراً
فتهللت ملامح وجهي بالفرح
دخلت هناك مسرعة وأغلقت الباب جيداً
وارتميت على قش كان موضوع قريبٌ من الباب .. وغصت في النوم ..
***
كان التالي هو حلم
***
واقفة على قمة الجبل وأنظر أمامي
للمساحات الشاسعة من الثلوج
لم يكن هناك من أحدٌ سواي
جلست على الحافة وتركت قدماي للرياح الباردة ..
كنتُ أقبضُ الثلج الذي كان بقربي
وأصنع كرات ثلجية
و أرميها لﻷسفل
للأعماق السحيقة ..
ومن ثم تختفي ولا أدري إلى أي عمقٍ تصل
هل ستصل كرة الثلج كاملة ؟
أم ستتفتت في طريقها إلى أسفل
رميت كراتٍ ثلجية عديدة
وكنتُ في كل مرة أجهل مصير كل كرة
لكني لم أتوقف عن صنع المزيد ورميها من جديد !
***
أيقظني صوت الرياح الشديدة
واهتزاز الكوخ الخشبي
مازلت أفترش الأرض
أفكر في الحلم الذي استيقظت منه للتو
لكن حينها أتى شخصاً مسرعاً وتعثر بقدمي
وسقطَ بجانبي!
تألمت بشدة فقد أذاني.. وربما مرت ثواني حتى خف الألم.. وبعدها تفقدت من تمدد أمامي
كان وجهه لا ينظر لي ..
لكن سرعان ما فطنت من يكون
فهذه الهيئة مألوفة ..
إنه الفتى الصغير الذي لحقته في مساء الأمس ..
لكن مابه لا يتحرك ؟
اقتربت منه وأدرت وجهه لناحيتي
كان شاحباً جداً
وكأنه رأى شبحاً !!


(7)

مازلت في الكوخ الخشبي
أنا والفتى الصغير جالسان
وهو هادئ الآن
فقد اقتنع بأني لست شبحاً كما تصور ..
لكن قبل ذلك دار بيننا الحوار التالي
'اتركيني !!'
"لن أتركك .. لن أدعك هذه المرة تفلت مني "
كنت ممسكة به بحذر
كان يبكي ويصرخ ويرفس الأرض برجليه
لكني لم أتركه ..
تحملت كل ما كان يفعله وبعد ذلك
سكن قليلاً وبدأ يخبرني عن كل ماحدث له في ليلته السابقة
'أنت طيبة' قال هذه الجملة وهو ممسك بيدي اليمنى ..
كان جالس بالقرب مني ويستند بظهره على الحائط
ثم أكمل قائلًا 'لا يمكن أن تكونِ شبحاً لكن ... باردة أنتِ كالثلج' !


(8)


أعود لذكرى الصيف القديم منذ سنين طويلة .. يوم كنت في البحر وبعيدة أمتار عدة عن الشاطئ ..
 أسبح وحدي .. لم أنتبه أن الماء أصبح عميقاً جداً .. ولم أكن خائفة
في الواقع كنت قد فقدت قلادتي الزرقاء وأخذت أبحث عنها
وأبي .. كان قد تركتهُ مستلقياً بعيداً على الشاطئ
كنت أغطس تحت الماء وأنظر للأعماق ربما سأجد القلادة تلمع هناك ..
 لكن شعرت بأشياء تجذبني .. تيارات تسحبني للإسفل
حاولت مقاومتها لكن لم أستطع .. كنت في طريقي للغرق
ولم تبقى سوى يدي التي تقول وداعاً للسماء ..
****
ما هذا اللون اللذي أراه في الأسفل
شيءٌ يلمع كالضوء
لكنني الآن تحت الماء والشمس فوق
شعرت بنعاسٍ شديد بضيقٍ شديد
والأعماق كانت تناديني .. إلى حيث مصدر الضوء المنعكس
وعندما وصلت لقاع البحر شعرت بالخفة لم أكن أقاوم مثلما كنت في الأعلى
وهناك رأيت ما كان يلمع .. قلادتي الزرقاء
مددت يدي حيث كانت ومسكتها ومن ثم أغمضت عيناي وسكنت


(9)


استيقظي .. كان صوت الفتى الصغير ..
 وكنا مازلنا في الكوخ الخشبي "الصباح حل وقد هدأت الأرض والعاصفة الثلجية انتهت "
قال لي هذه الجملة وهو مبتسم وقابلته الابتسامة وقلت "مارأيك أن نخرج للخارج "
هز رأسه موافقاً .. فتحت باب الكوخ وخرجنا شعرت بالسعادة
فكان يوم الأمس مأساوياً بالنسبة إلينا نحن الإثنين
كان هناك شعاع شمس لطيف
والأرض مازالت مغطاة بالثلج
طلبت منه الجلوس بجانبي وسألته .. "أنت خائف من العودة للمنزل ؟ "
أجابني بنبرة مترددة "نعم خائف ... جداً ... خائف من قسوة أبي "
كنت حزينة لأجله وحزينة لكل من هو مثله في هذه الحياة .. ممن يعانون من قسوة الأباء
أعاد إلى هذا ذكرى الشاطئ
أنا هناك على التراب وأمي تحتضنني بين يديها وأبي يبكي أمام البحر ولا ينظر لي
كنت مستغربة جداً لا أدري ماذا حدث ..
 آخر ما أذكره أني كنت تحت الماء والقلادة الزرقاء لا زالت بيدي
لكن أمي من أين أتت لقد قال لي أبي بأنها رحلت للأبد ..
 كيف عادت ومتى ولماذا أبي واقفاً بعيداً .. أناديه لكن لم يجبني !


(10)


أخذتني أمي لمدينة حيث لا يأتي الشتاء أبداً هي مدينة لا يسكنها إلا الطيبون
لم أسمع بعدها عن أبي وحتى عندما كنت أسأل أمي كانت ترفض الحديث عنه
أخبرتها مرات عديدة أني أوده أن أراه ..
 لكنها قالت لي بأنه لا يمكنني الذهاب وحدي وهي لا تريد أن تأخذني إليه
استسلمت للأمر الواقع .. ولم أنسه أبداً وعندما كبرت قليلاً قررت المجيء للمدينة التي يسكن فيها ..
أخبرت صديقتي بما قررته .. حاولت أن تثنيني عن الذهاب ..
 أخبرتني بأنهم سوف يتجاهلوني كما تجاهلوها وبأني سأشعر بالوحدة وسوف سأعود خائبة منكسرة ..
 لم أهتم بما قالت رغم أني أعلم بأني سوف أقدم على شيءٍ صعب ..
 فكل من ترك هذه المدينة عاد بخيبة .. لكن هو شعور بداخلي وشوق لأبي ما يدفعني لذلك ..
لا أعتقد أن أبي سوف يخيب ظني .. أنا خائفة فقط من الشتاء .. الشتاء الذي لم أره منذ زمن


(11)


مضت ساعات قليلة ونحن مازلنا خارج الكوخ متممدان على الثلج وننظر للسماء
قلت له " انظر إلى الأعلى سأخبرك قصة "
قال متشوقاً وهو ينظر لي (لكن لماذا أنظر إلى الأعلى ؟)
"انظر إلى الأعلى ولا تنظر لي اجعل بصرك ثابتاً في السماء "
حرك رأسه موافقاً ثم نظر إلى الأعلى
وقلت أنا .......... " ذات مرة كانت هنالك فتاة صغيرة اعتادت الذهاب للشاطئ للنهر للبحيرات وللمحيطات وفي كل مكان يكون فيه الماء  ... هي كانت تحب الماء ولا تخاف من الماء .. كانت في الماء مثل الطير في السماء ..
تحلق عالياً ولا تسقط .. تطفو على الماء ولا تغرق ..
 وفي مرة تخطت المسافات المسموحة لها .. غرتها الأسماك ونالت إعجابها ..
 فسبحت معها إلى أن وصلت لعمق البحر .. هناك شعرت بأنه لا شيء تحت قدميها لتقف عليه ..
 وأيضاً لاحظت أنها فقدت قلادتها الزرقاء .. كان لا بد أن تعود ولا تبقى هناك ..
 لكنها اختارت البحث عن قلادتها ولم تخف من هذه الأعماق فأخذت تبحث تحت الماء ..
لكن التيارات سحبتها للأسفل قاومتها لكنها كانت ضعيفة جداً سقطت وغرقت "  ...........
(هل هي ماتت ؟ )
........ "لا يا صغيري .. لم تمت .. كان الأمر عجيباً .. عندما وصلت للقاع وجدت القلادة ..
 غرقت لكنها وجدت .. والشيء الذي كانت تعتقد أنه مستحيل حصل .. أتعلم ماذا حدث ؟
 رأت والدتها التي فقدتها والتي ظنت أنها رحلت للأبد ..
هي ولدت من جديد وأصبحت لها مدينة جديدة والأشخاص الذين كانوا في حياتها تبدلوا ..
 لكنها مازلت تشعر بالشوق لأباها الذي رحل عنها وإلى هذا اليوم مازالت تشتاق له " ..........
........ (تبدو قصة مؤلمة لكني أشعر بأنها ملهمة
ليتني أستطيع الغرق وأن أذهب بعيداً عن أبي ..
ربما حينها سأجد أشخاصاً آخرين وأسكن مدينة جديدة ) .......
"لكنك غارق " .. أخبرته هذه الجملة وفي وجهه ألف علامة استفهام
" أنت غارق حد الغرق بألمك ومعاناتك لكنك تحتاج لشيء ثمين
 لن تتخلى عنه حتى وإن غرقت .. تحتاج إلى الثقة والإطمئنان ..
 تحتاج لأن تتخلى عن خوفك .. شجاعتك هي التي يجب أن لا تفقدها "
تركته يفكر وأنا نقلت بصري للسماء أفكر بأبي ..


(12)


كان الظلام سوف يحل قريباً في الحقل المهجور "لا بد أن تعود للمنزل "
قلت هذه الجملة وكان الفتى الصغير مستسلم كلياً للواقع "لكن أولاً أريدك أن تدلني على مكان ما "
سألني (أين تودين الذهاب )
مسكت يده وقلت "سوف أخبرك في الطريق"
عندما غادرنا الحقل أخبرته بأسم الحي الذي كان يسكن فيه والدي
قال لي بأنه يدل هذا المكان لأنه يسكن هناك أيضاً ..
وعندما وصلنا .. تذكرت المنازل لم تتغير كثيراً .. كل شيء يبدو مألوفاً ..
 أخذت أسير بدون إرشاد من الفتى .. كان يحادثني لكني نسيت أمره كلياً ..
 حتى وصلت لأخر الشارع و رأيت منزلي القديم الذي افتقدته منذ ما يقارب الخمسة عشرة عاماً ..
 اقتربت من الباب .. قمت بطرقه مرة ومرتين وثلاث لكن لم يفتحه أحد ..
خفت بأن كان خالياً ولا يسكنه أحد .. نظرت إلى الباب نظرة يأس وجلست أمامه ..
 اقترب مني الفتى وقال "هذا هو منزلي ؟" طالعته بتعجب وقبل أن أنطق سمعنا خطواتاً تسير بالقرب منا
واقترب منا رجلاً يبدو أنه في أواخر الأربعينات .. كانت نظراته مخيفة جداً
اختبأ خلفي الفتى وقال لي (هذا هو أبي .. أرجوكِ احميني) ..
عندما أصبحت أرى ملامح وجه هذا الرجل بوضوح ..
 تأكدت من أنه أبي وحينها فهمت بأن الفتى الذي يقف خلفي الآن هو أخي !
لكن كيف ومتى أصبح أبي مرتعاً للقسوة ..


(13)


نحن الآن في منزلي القديم أنا وأخي الصغير ..
لا أدري كيف أعبر عن الألم الذي يخالجني الآن
لكنه ألمٌ كبيرٌ جداً ..
***
حل الصباح وحزن الأمس مازال بادياً في نظراتي
لماذا أبي تجاهلني ؟
هذا السؤال الذي أرقني منذ البارحة
خشيت النوم والإستيقاظ في مكانٍ آخر .. بدون إجابة
وأن يكون كل ما حصل مجرد حلم بدون نهاية ..
حينها استيقظ أخي الذي كان نائماً بجانبي وقال لي بصوت مليء بالتعب (أختي هل أنتِ مستيقظة ؟)
 قمت بالرد عليه بالإيجاب ....... (هناك شيءٌ يحيرني .. وودت لو توضحيه لي
بالأمس حينما كان يضربني أبي وكنتِ واقفة بيننا
كان أبي وكأنه لا يراكِ .. وهو مستمر بضربي .. وحين رجوتكِ بأن تحميني ..
ظن أنني كنتُ مجنوناً .. أخبرته بأنكِ هنا .. لكنه لم يتوقف أبداً بل ازداد في ضربي ..
 لماذا يقول لي بأنه ليس لدي أخت ؟ .. هل أنتِ حقيقة أم محض خيال .. أو ربما أنا قد فقدت عقلي؟ ) .......
اعتصرني الحزن
كنتُ أعلم أنه سيتم تجاهلي في هذا المكان كما قالت لي صديقتي
لكن حين رآني أخي شعرت بالأمل قليلاً .. لكنه خاب مرة أخرى بأبي
كم هو قاسي أن يتم تجاهلك من أقرب الناسِ إليك !
( هل تعلمين بأنه عندما كنا نسير على الثلج لم يكن لكِ أي أثر )
صدمني قليلاً ما قاله "ماذا تقصد ؟ "
 (وكذلك أنتِ باردة جداً كالثلج .. كيفَ تزالين على قيد الحياة مع برودة جسمك تلك .. )
ثم أكمل بنظرات خائبة (أنتِ مجرد شبح كما ظننت ولن تستطيعِ فعل شيء من أجلي )
 "شبح " قلت هذه الكلمة والدموع تنهمر من عيني ..
 ليست هذه الكلمات التي أردتُ سماعها .. أنا على قيد الحياة ..
قد أتيتُ من مدينة ولي فيها أم وأقارب وأصدقاء .. أعلم بأني قد غرقت مرة منذ زمن بعيد ..
 لكني ولدت من جديد .. لماذا البشر هنا لا يفهمون هذا الأمر .. لماذا مصرون على التجاهل ..
 خرجت مسرعة من المنزل .. لم أود سماع كلمات أخرى
وأخذتني قدماي حيث يكون الثلج
سرت عليه ونظرت ورائي ولم أجد لي أيّ أثر ..




(14)



"لا أثر لي هنا
هذا لا يهمني
فهذه ليست مدينتي
وأنا لم أعتد السير على الثلج في السنين السابقة ..
حتى لو فهموا حقيقتي بغير صورتها ..
هذا لا يهمني .. "
قلت هذه الكلمات وأنا لا أزال أسير على الطريق الثلجي ..
طردت عني الحزن والخيبات وكل ما قد صدمني في هذا اليوم ..
قررت الذهاب والعودة لمدينتي
لكني تذكرت أني قد أتيت من مدينة الطيبون وهذا الطفل الذي لا ذنب له ما مصيره ..
لا بد أن أساعده ..
 ***
عندما وصلت لآخر الطريق المؤدي إلى المنزل ..
صادفت محلا يعرض على واجهته الأمامية قلادة زرقاء
دخلت هناك ووجدت فتاة صغيرة يبدو أنها في عامها الثانية عشر
واقتربت منها ببطء وقلت "هل ترينني ؟"
نظرت إلي باستغراب ؟
تأكدت حينها أنها تراني "أعتذر هل بإمكانك أن تريني القلادة الزرقاء تلك "
أجابت بالإيجاب ..
حمدت الله أنها تراني وقمت بشراءها ..
***
"آمل أن يفهم أبي هذه المرة بأني كنت موجودة ولا مجال لإنكاري"
قلت هذه الكلمات بسري
ودخلت إلى المنزل
ناديت أخي لكنه لم يجبني
قمت بالبحث عنه ووجدته جالسا في غرفة المعيشة
لكنه لم يكن وحده .. بل كان مع أبي ..
فهمت أنه كان خائفا أن يرد علي وأبي موجود فعذرته
"أريد منك أن تفعل شيئا من أجلي"
قلت هذه الجملة وأنا واقفة خلفه
"سوف أعطيك هذه القلادة .." مددت القلادة له
"وأريدك أن تعطيها لأبي .. لا تخف"


(15)


قام أخي والخوف يملأ جسده
اقترب وفعل مثلما أخبرته ..
كانت هناك صدمة بادية على وجه أبي .. أخذ القلادة وبدأ يتمعنها ثم قال ((ولماذا تعطيني هذه القلادة؟))
(هي من أختي)
((لا أخت لديك !))
"قل له بأنك أهديت أختي قلادة زرقاء منذ سنين .. يوم غرقت ..
قل له بأنه كان أبي الحنون لكنه الآن مجرد إنسان اقتلعت منه الرحمة ..
هل له بأن أختي مصدومة منه
لم تتوقع أبدا أنه سينكرها من ماضيه ..
قل له أن أختي عاتبة عليه لأنه يعاملك بقسوة ما اعتادتها منه ..
قل له بأنها كانت مشتاقة له لكنها ستعود إلى حيث كانت ولن يسمع منها بعد اليوم .."
كان أخي ينقل الكلمات لأبي القاسي الذي أصبحت الدموع تنهمر من عينيه
حتى أخي أصبح يبكي
لكن أنا شعرت بأنني تحررت من الماضي .. شعرت كأني أطير في سرب مهاجرة إلى مكان آخر ..
رأيت أبي يقترب من أخي ويحتضنه
وكأنه رجع الآن لشخصيته القديمة الأب الحنون .. ((قل لها بأني أعتذر ))
"قل له بأنه يجب أن يعتذر منك وليس مني فأنا قد انتهى دوري في هذه الأرض"
***
عرفت أن أم أخي قد تركته صغيرا
وتحمل أبي مشقة تربيته لوحده
كان أبي يشعر بأن الأحداث تتكرر
لم يكن يدري متى أصبح قاسي
فهو من خوفه الشديد على أخي والخوف من فقده كان يعاقبه
والعقابات أصبحت تزداد سوءا يوما بعد يوم ..
هذا هو الإنسان متى ما فتح قلبه لباب القسوة فإنها تتملكه رغما ..
***
سوف يكون الوداع الآن لهذه المدينة
ناديت أخي لكي أودعه
لكنه أتى ممسكا بيد أبي وقال
(هلا سمحتي لأبي بمعانقتك قبل الرحيل)
أخبرته بأن يأتي معي وأن نحتضنه سويا ..
وكان عناقا طويلا مليئا بالمشاعر المتخالطة
ولو أنه كان من الصعب أن يشعر أبي بوجودي لكني كنت راضية بالقرب منه ..
ومن ثم رجعت أنا لمدينتي
وفي قلبي راحة أكثر بأنني أسعدت إنسانا مظلوما كأخي ..


انتهت


ذات يوم .. كنت أنا وأنا الآن أخطو هنيهة وأقف هنيهة وأسير هنيهة ومن ثم يتوقف الزمان ..
 ذات يوم كنت أنا وصرخت بإسمي أين أنا ؟ لماذا لم أعد أنا وأصبحت إنساناً غريباً ما كان أنا
وفي كل مرة أعود وأسأل من أنا ؟
 
هلا تخبر الليل عني
تحكي له قصتي السرمدية
فأنا توقفت منذ زمن عن سرد القصص
لا أدري لماذا ..
ربما لم يعد يستهويني الظلام
ومظاهر الحداد
والغصات التي تتوقف بعدها الأيام
هلا تخبره
بأن التناسي أمر محمود
ومرغوب بشدة في وقتنا الحالي
هلا تحمل له رسالتي ..
'
'
 
هلا كتبت لي
فإن الكلمات تغفو هنا
فلربما ستستيقظ أحلامي
وأغدو في خيالي مجنحة
وأطير ..
وأطير حتى .. تصبح الظلال سراب
وأختفي في الضوء ..
هلا رسمت لي عيناً
واقتبست لي من هذا النور شيئاً
فأنا اشتقتُ لشعاعاً يراك
'
'
 

هلا اخترت لي من السماء سحابة
أركبها .. وآتي إليك
أخطو المسافات .. وأبحر
حتى أصل ..
وإن لم أصل ..
هلا رسمت لي طريق العودة
وأعطيتني وردة
أضعها يوماً ما .. على ثراك
'
'
 
لا أحد يعرف متى غادرت روحك السماء
و لا متى هطلت منك الأمطار ..
و لا متى ذوت الشمعة
و انطفأت أركان روحك ..
لا أحد يعلم عن انكساراتك
و لا قلبك المحطم ..
لكنك رغم هذا تحاول العودة إلى الحياة
و رغم البكاء المرير ..
تشعر أن المطر عاد ..
و القصص التي احتضنتها السموات
أشرقت من خلف الشمس ..
وعادت لتقرأ عليك كلمات
تنسجها أحلامك ..
و تعود أنت تبني سلما إلى أعلى
 

وتتغير الحياة وتتغير الصور
ويتغير الأشخاص وتتغير المشاهد
ومازلت أنا أتبع الضوء
أبحث عن الحكاية التي كتبت لي
لم أشعر بالسلام من قبل
شعوري تخطى مسافات وأكوان لم أزرها
وجدتني نفسي محاطة بالنور
أعيش على النور
أعيش من أجل النور
أعيش بل خوف ولا فزع ولا جزع
فقط أنظر إلى الأمام وأرى ما لدي روحي الطيبة
وأبتسم لأني أعيش صفائي وهدوئي
وأمتلك قلباً نقياً وهبه الله لي
لن يضره بشر
مادام الله أكبر
 
أسير في طريقي ..
المسمى بطريق الشتاء.
ولست أدري في أي مكان ينتهي
هذا الطريق.
لكني أعاني وأشعر بالبرد ..
وأريد أن أبكي ..
فأنا ما اعتدت هذا البرد.
ما اعتدت أن أسير على الثلج ..
بدون أثر.
ودمعي المنهمر على وجنتي ..
كان كل الأثر.
أسير على الطريق ..
ولا شيء يساعدني على الوقوف.
وأشعر بأني سأسقط ..
 

حيث تغرق المساءات بانتظارات وحيدة. وحيث يكون الضوء قد مات ، انتهى ، رحل ، ذهب وتوجع ..
وحيث الموت .. بطء الموت للمشاعر والأحاسيس السحيقة هو السبيل.
ضعت أنا في قاع البحار . وانتشلتني شواطئ حارة لم تبذل جهداً لتحرقني من الأعماق .. لتحرق كل ما تبقى من الوجود بناظري ..
ضعت أنا في صحراء قاحلة دفنتني وماضيي وحاضري ..
ضعت في حلم جميل .. ظننته جميل ..
ألبسته من ثيابي الوردي ..
ورششت فيه عطوراً من زهورٍ ندية نمت بداخلي ..
فرشت له طرقاً من ورودٍ اقتلعتها من أشواكها ..
والآن كيف ومتى ضاع الحلم ؟
''''
أستغرق النظر في مسرحية الانتظار تلك.
طرقات مرصوفة من الوجع ..
سير على ظلال الليل الكئيب ..
قسوة جسدها إنسان ..
بكاء هو المطر بعينه ..
هالات من النور تحيط بإنارة مكسورة هو القلب ولا غيره ..
أستغرق الحواس في مسرحية الوحدة تلك.
ربما هناك مفاجأة تنتظرني في النهاية ..
شيء غير متوقع ولو بعد سنين ..
أمر قد حان له ليكون ..
أمر غفلت عنه ..
شيء سأنظره ولو بعد حين ..
وتتزاحم في داخلي رغبات الانتظار ..
هو الحلم ولا حلم غيره !

مسرحية - الاثنين - الثاني من يوليو - 2012
 
تأتيك الكلمات القاسية فجأة
وبعدها تهاجر للضفة الأخرى
لكنها تعود في كل موسم
وقبل أن تعي أن تلك الفصول تبدلت
تأتيك على غير موعد
عندما لا تكون جاهزاً للبرد
ولست مهيأ للجفاف
وقد تأتيك الرياح وتقتلع كل شيء
وببساطة تعتذر من ما قد تدمر
هذا كل ما في الأمر باختصار
 

خذني إليك يا مطر
وأسمعني أنغام أُخر
على أرصفة اشتاقت إليك
وأجسادنا والجماد والشجر
أردت أن أبكي على جفنيك
كأن الحزن لا يعنيني
وارتميت على مقلتيك
حتى ضاقت فيني
سأكتب حتى يكف القلب عن النسيان
سأكتب حتى يحين وقت ما
موعد قطعته للتذكرة
أتمنى الآن تفسير أسباب الكآبة التي تعتريني. لماذا ذرفت الدموع بلا سبب.
لماذا الرياح الباردة تصيبني بالاضطراب. لماذا أشتاق للجلوس في الظلام.
أتمنى أحياناً الولوج لعقلي وأن أحط على كل خلية.
فلربما أجد شيئاً تجاهلته الذاكرة أو شيئاً قررت نسيانه عمداً.
لكن عقلي يرفض أن يكشف أي سر. ويأبى أن يحررني ويفك أسري.
ويتركني لمزاجيتي والغموض. كأني إنسانٌ دخيل
 
لست أحبذ الذكريات التي يتحول بعدها الحال الى أسوأ فتصبح بلا قيمة .
ومع ذلك ، فإن عقلي محتفظ بلحظات كانت عادية وقتها ..
لا أدري متى جعلتها السنين بهذه الأهمية .
مازال محتفظ بتفاصيل دقيفة غريبة لم أعرها انتباهاً يوماً .
كيف أن عقلي قادر على نسف أي إنسان ورمي ذكرياته للنسيان .
إلا أنه يتمرد أحياناً للذكرى فأخضع له فلست أقوى على العصيان ..
 
زارني الورد بالأمس لدقيقة ،، لاثنتان ،، لثلاث ..
كنتُ اشبه بالغائبة .. كنت أحلم أو نائمة ..
شيء كالمعجزة .. ابتسمت لدقيقة ،، لاثنتان ،، لثلاث ..
كأني سائبة .. عتقوها أخيراً وماعادت سائبة ..
لكن للحظة موجزة ! .. لم أكتفي من صوت الورد ..
فلما رحل ؟
خاطبني قليلاً ثم راح ..
لم أكتفي من هذا الفرح ..
لكنه تركني وراح ! .. ربما يوماً يعود ،، مازلت مؤمنة
 
السبت، مارس 01، 2014

أينَ الشعورِ الأبدي المُنفعل ..
فالنجومُ في بقايا الليلِ يشكو مِنها القمر ...
ما ظلّ أحدٌ هُنا ..
وحدي أسير فوقَ الدُجى ...
راسمةً وجوهاً يملأوها السهادُ والسَهر ...
لن أُحدِّق غاضبة ..
حاولتُ تمزيقَ وردةٍ حمراء ..
مَنَحتها لي الأيام ...
لكني تَركتُ نَفسي أتشردُ بالظلام ...
مُتسائلة ... كيف أرّخَت ظِلالُنا عَبثاً ..
ومازلنا نعزفُ موسيقى وردٍ ورحيلٍ منسجمان ...
 
قل لي ،،
هل شفيت وطاب جسدك من الوجع ..
هل عدت وتبدل الأسى ..
هل طويت الأمس أم انتسى ..
هل ما عدت تشتاق أم اشتد الولع ..
قل لي ،،
ما زلت أسمعك من بعيد ..
ما زلت أقطع شوطاً في ذاك الطريق ..
أهناك أمل وكل ما حولي مريق ..
دمي حياتي مهدرة ..
أخاف حتى الموت ..
أن نفترق ..
أخاف أن أخسرك ..
وأعود في يأسي وبأسي ..
أخاف اللاوداع .. دعنا نستغرق في خيالنا بدون وداع ..
دعنا نعود و نحلم حلماً لا يكلف الكثير ..
دعنا نعود حيث كنا ..
حيث كنا نبتسم ونرضى بالقليل
 
لو خططت أحرفك ، سيسيل الحبر دوماً.. سينهمر الدمع يوماً واثنان وأبداً ..
لكنه رغم هذا مرسومٌ هناك.. على راحتيّا مكتوبٌ هناك..
أسيجف يوماً ؟
 
على مقعدٍ خشبي ،،
جلست على مضض ..
تتراقص الحكاية أمامها وتحتل مخيلتها موسيقاها ..
لم تدري لأين ستصل ،،
أو حتى متى ستنتهي ..
لكن نبضاً مازال يعانقها ،،
مازال يخبرها ،،
بأنها قصة ستبقى ..
وإن لم تبقى فقد كانت ..
 
ولأني اخترتها فل أتحمل .. لن تنتهي الحكاية هكذا أريد أن أتأمل .. سيأتي المغيب والليل يتسلل .. سيتوجع قلبي لكن سأتحمل ..
 
سأكتب عن الليل حين يأتي ويحل محل النهار ،،
حاملاً معه السواد ..
ويحتل الظلام المساحات الشاسعة.. ويصبحَ القمر هو المزار ،،
ويعتلي السكون أصوات الضجيج
لا صراخ ولا شجار ،،
وتمر الدقائق ببطءٍ عنيد ..
وعقارب الساعات تنحرف عن المسار ،،
رغم هذا لا يزال الكونَ مستمراً في المدار ،،
 
أريدُ أن أنم، أحلمُ بأن أكون على شطِ موجٍ ..
 تحت شعاع شمسٍ ،،
متماسكة اليدان،،
 وعلى الطين أغرس آثاري ..
 بأني مررت من هناك يوماً ،،
 خطوتُ بجانبِ أقداري ..
أريدُ أن أحلُم ..
 بأنّ أكون حيث أردت وحيث شاءت أهوائي ..
 وبأنّ لحظاتي تدوم بدون أن أشقى بأحزاني ..
لست أنا حين يأتي الليل وتترائى لي اللحظات الماضيات.
 لست أنا حين أنزوي بنفسي وأمد يداي للخيال وللضعف والوهن.
لست أنا حين أبكي على شيءٍ بلا معنى ،
 شيءٌ تعلق بذاكرتي وأراد أن يحقق المستحيلَ.
 لست أنا من أتحطم في الظلام ويطوفني الطريق
وأؤشر للسراب قف لي وأرجعني فقد تعبت المسير.
ونفس اللحظات تعود لترسم على طريقي الحدود وأنا أعود من جديد لقبل عام لبعد عام لذكرى لموعد لمأمل لشوق لنفسي أعود وأرى السنين تطوف فهل من مجيب؟
 
نسيرُ خلفَ بعضنا،
نتذكر أحداثاً حصلت.
نتجاهل ظلاً يحيطُ بنا.
وأنا أنظر إلى السماء،
أنظر إلى السحاب،
وصلت إلى هناك.
لا أدري كيف .
ولا أدري كيفَ أصبحتم هناك،
بعيدينَ عني .
أخذتكم الظِلالَ. وأختفيتمْ بلحظة .
تمنيت لو أعود،
لكنّ المسافات أصبحت بعيدة .
تمنيت لو أعود،
لأطرُدَ تلك الظِلالْ. أخفيها بيداي ،
حتى تموت.
ولا تعودْ .. ولا تعودْ .
 
سألوني عن الرحيل.. فقلت هو ترابٌ و وداع.. صلاةٌ و دعاء.. و وردٌ و ماءٌ وغياب...
وخيالاً لازال في داخلي يتكلم.. يغلبني فأتوهم.. وللآن أصدقه!
 
وصباحاً من جديد.. ولازال عصفوري يغرد '' تنتظركِ الشمسَ لا تُبطئي ''
وأنا في مكاني لا أريد.. أن ألتقي بالشمس
لا لا عن قراري لن أحيد.. ماذا أقولُ لكَ يا صغير ؟
وجدتُ قلبي لم يعد مثل الأمس
ماعاد لي قلبٌ يشتاق للحظاتٍ كالشروق..
بل بات يهوى شيئاً كالمغيب.. ماذا أقولُ لكَ يا صغير
وجدتني أسير بدرب كالضرير!
 
اشتقت إلى شيءٍ بعيد.. كان كظلي.. شيءٌ بعيد
اشتقت إلى همسٍ ذهب... وترك ليلي وحيد.. اشتقت إلى ماضي ولو كان يقتلني.. ومازال وجعي ممتد من الوريد إلى الوريد ...
 
هلمو..... سيأتي الشتاء... توعدوني بدفء أكواب قهوة بنكهة البكاء...
 
ليس هنالك ما يحرق القلب اكثر من ان لا تستطيع ان تمنح من تحب ما يستحقون
فتترك نفسك للانكسار !

خربشة

على شيء من سراب أقف أتهادى
لأجل حلم مازلت أتمادى

أحببته ولم أعرفه .. حلمت به ولم ألتقيه (مذكرات في مكان ما)



(1)


قد أكون على هذا الدرب مثلما يطلق على البعض "سائحة".
أو قد أكون جزءاً من هذه المدينة.
وربما أكون جزءاً من أحلام أكدت لي أنني أنتمي لمكان موجود هو فيه ..
لطريق سار عليه ..
لمدينة أوته واحتضنته ..
وربى وكبر ومازال فيها ..
أنا ربما منه ؟
*** الهواء عنيف ..
ولأني عنيدة أقف دوماً في مهب الريح.
لازلت صامدة ..
والناس حولي منحنون ، منكسرون ويبكون.
أخرجت ورقة وكتبت عليها ميثاقي ..
أنا منك ومنك ومنك.
***
ليل وشتاء مجتمعان ..
يعني مزاج كئيب.
أن يتسلل الكسل من نافذتي ويصل إلى فراشي ويخنقني.
لذا لا أريد النهوض ولا رفع رأسي من على الوسادة ..
سأنام وأستغرق في حلم أبدي.


(2)


على نهر ..
رأيتُ انعكاساً شديد النور .
استغربتُ قليلًا فالظل يحاوطني من كل ناحية.
رسمت دوائر على الماء ..
ومازال النور ثابتاً في مكانه.
"هممم ماذا يجري ؟ "
تجاهلتُ هذا الأمر ..
لكنَّ النور ظلَّ يكبر ويكبر ويكبر ..
وقفتُ والتفتُ حولي ..
رأيتُ شخصاً خلفي وبيننا فقط بضعة أقدام
صرخت ! من أين أتى فجأة .. "" اهدأي "" هو قال .
" ماذا تفعل هنا ؟؟ " أنا قلت .
"" ماهذا السؤال ؟ هل هذه أرضك أم أرض الجميع ؟ "".
" أرض الجميع لكن لم أعتد أن أرى زوار لهذا المكان! ".
""لست بزائر بل أنتمى لهذا المكان منذ وقتٍ طويل. من قبل أن تجديه حتى. لكن كنتُ هائماً في الأرجاء إلى أن يحينَ وقتي "".
" وهل تخطط للمكوثِ هنا طويلاً ؟ "
"" لست أدري. ربما سأمكُث للحظة ، لأيام ، لأشهر أو حتى لسنين "".
" لكن هذا يزعجني ".
"" لماذا ؟ هل فعلت أمرا ًيضايقك ؟ "".
"لا ... لكن ....".
"" أعدك بأن لا أزعجك. من فضلك دعيني أكون هنا بسلام "". لم أقدر على طرده وتركته ...


(3)


على ضفاف ذاك النهر .
مازلت أجلس .. ومازال هو يأتي كل يوم ..
وكما وعدني لم يضايقني وتركته بسلام ..
أعتدت قبلها أن أغني وأرقص
أشدو وألعب ..
كانت أيامي سعيدة وحالمة وملونة ..
وهذه العادات لم تتغير حتى وإن كان هناك شخص غريب يراقبني..
مرت سنين ..
وأنا على نفس النهر ..
وهو مازال على الجانب الآخر .
كنا بعالمين منفصلين .
لم يؤثر وجود أحدنا في طريق الآخر على مجريات الأحداث.
فالنهار ظل نهار والليل ظل ليل.
والدفء ظل دفء والبرد كعادته ازداد قسوة.
لكن أتى يوم اختلفت الأمور من بعده.
التحقت بقطار الحياة .


(4)


استيقظت من نومي
والصباح كان قد أتى .
ظللت أحدق في السقف
لم أستوعب الحكاية ..
لم أستوعب الحلم .
حتى وجدتني أسرع وألبس معطفي .
أخذت أمشي بخطوات متسارعة على جانب الطريق .
والجو شديد البرودة .
والمطر قد بدأ للتو بالهطول ..
لكني رغم هذا أكملت المسير ..
لم يكن المطر ليزعجني أكثر من فكرة أن أعود أدراجي ولا أكمل الطريق ..
المطر ازداد ويبدو أني اقتربت ..
كنت ارتجف وخائفة في نفس الوقت .
خائفة من أن حلمي انتهى بدون نهاية .
ركبت القطار وانتهت كل الحكاية .
من يكون ؟
مرت سنين هناك .
سنين من الصمت ..
والآن ماذا سيحصل ؟
هل سأجده على هذا النهر .
وصلت للنهر وخطواتي أصبحت أبطأ ..
كنت أدفع نفسي .
لا أعلم لماذا تثاقلت خطواتي .
اقتربت من النهر وصدمني ما رأيت ..


(5)


انعكاسي لن ينطبع بعد الآن على الماء.
حطمني ما رأيت.
النهر كان قد جف ..
وتلك الجنة التي كانت تضج بالحياة في أحلامي .. باتت الآن .. تعزفُ أسوأ الألحان ..
وكأن المكان ..
سكنه اليأس منذُ وقتٍ طويل.
أتت الرياح ونزعت كل الورود الجميلة.
أتت الرياح واقتلعت كل الخميلة .
والعصافير يبدو أنها هاجرت منذ زمن.
أين رحلت التغاريد .
حزنت ..
لماذا تبدلت كل الصور.
أين ذاك الشخص لماذا لم ألقه بعد.
تمنيت أن أجده هنا.
لماذا حلمت به ولم ألتقيه ..
لماذا زارني في أحلامي وجعلني أتعلق به. بسره وصمته ..
لم أقدر على الوقوف فجلست على الأرض .
لم أتحمل فكرة أن المكان الذي شغفت به في أحلامي قد تدمر ! .
بكيت بحرقة .
والمطر ازداد هطولًا ..
مرت دقائق طويلة ..
وأنا مازلت في حالة صدمة .
محتضنة وجهي بكفاي .
أتجرع ألم الخيبة.
لكن شيء من نور .. قاطع ألمي .
تسلل إلى عيناي.. من فتحات أصابعي ..
أبعدت كفاي ببطء ..
رأيت أمامي ماء قد تجمع من هطل المطر.
و انعكاساً شديد النور عليه .. وسمعته من جديد يهتف. "أنا ما زلت هنا"


(6)


مد يده لي. ومددت له يدي أنا الأخرى.
"سأنتشلك من ما أنتِ فيه.
ستعودين ترقصين .. تغنين وتلعبين ..
ستعود أيامك ملونة .. ستفرحين"

انتشلني من الأرض.
رفعني للسماء ..
طرت معه ولم يهمني كيف وصلت للسحاب.
وهناك دار حديثٌ بيننا .. 'من تكون ؟ ' أنا قلت . "لم تعرفي حتى الآن من أكون ؟ " هو قال . 'لا .. لست أعرف سوى حقيقة أنني أحببتك.
رغم جهلي بك .. لذا أخبرني من فضلك' "أنا روحكِ الهائمة في هذه الأرض ..
أنا نفسكِ المتعطشة للأمل ..
أنا جانبكِ الذي تركتيه للصمت ولم تفهميه هل سألتِ نفسكِ يوماً عن سر وجودي
هل سألتِ عن أسباب صمتي ..
كنتُ موجوداً لسنين بجانبك ..
حتى قررتِ في يوم أن تغادري والتحقتِ بالحياة ..
أعلم بأنكِ كنتِ صغيرة .. لم تفهمي معنى الروح جيداً ..
ربما جهلتيه وربما لم تهتمي بذلك كثيراً ..
ومضيتِ في حياتك .. ومضت أيامك ..
حتى اشتقتِ وأتيتُ لكِ في الحلم ..
وعندما عدتِ لتسألي ..
وجدتِ جنتك صارت رمادية ..
أريد أن أقول لكِ بأنه ما زال هناك أمل لتعود جنتك كما كانت ..
والآن بعد أن أحببتيني "أنا روحك" ..
وتيقنتي من وجودي ..
وأني انتظرتكِ دوماً ..
مازال بإمكانك تحقيق كل ما تريدين ..
لكن انتبهي الفرص لا تتكرر ..
اذا لم تغتنميها لن تعود ..
وقد نختفي معاً ..
رددتِ يوماً بأنك مني وها أنا هنا لكي نكون معاً روح وجسد لنعود نَفّس ..
مازالت الحياة تنتظرنا في كل مدينة ..
فهل نعود هناك وأنا منكِ وأنتِ مني ؟ "

عدنا إلى الأرض ..
وبالتحديد إلى جنتي ..
ووجدتُ المطر قد ملأ النهر بأكمله ..
لم أنتبه أن جنتي قد غسلتها الأمطار ..
وعادت نقية صافية مثلما كانت.
وأنا وروحي الهائمة الآن نسير في أرجاءها كل يوم معاً .. يا الله ما أجمل أن افهم لماذا وهبتني روحاً.
انتهت ..